يخلد العالم قاطبة، ذكرى 8 مارس، الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، من كل سنة. احتفاء بعطاء المرأة، وبمكانتها المهمة داخل المجتمع، ودورها الكبير في خلق دينامية اقتصادية واجتماعية في عدد من المجالات.

هند زمامة، امرأة مغربية، أم لثلاثة أبناء، وجدة في ذات الوقت، حاصلة على شهادة الماستر. بدأت حياتها العملية في عالم الشكولاطة رفقة والدها، لتعشق بعدها هواية، كانت إلى الأمس القريب، حكرا على الرجال.

أفكار في زمن الجائحة

تقول هند زمامة، في حديث مع “بلادنا24“، إنه “لم تكن لدي أدنى فكرة برياضة تسلق الجبال، ولم يسبق أن فكرت في تجربة المغامرة خلال فترات الحجر الصحي. كنت أشاهد أحد البرامج الوثائقية حول تسلق الجبال، فبدأت تراودني فكرة تجربة هذه المغامرة”.

وتضيف المتحدثة: “سارعت للاتصال بأحد المرشدين السياحيين، فقررت خوض التجربة بداية من جبل توبقال، قبل أن يتم منعنا من الصعود، بدعوى أن سيديتين لقيتا مصرعهما، في حادث عرضي بجبل توبقال”. مردفة: “لم أستسلم، ولم أنهي التجربة، عدت بعدها بأيام قليلة لذات الجبل، وتوفقت في والوصول إلى أعلى قمة بالمغرب، ومعها بداية المغامرة.”

مغربية بأعلى قمة بإفريقيا

تعتبر قمة جبل كليمنجارو بتنزانيا، أعلى قمة بإفريقيا، بعلو يصل إلى 5895 مترا. في رحلتها صوب تنزانيا تضيف زمامة، “كانت مغامرتي الثانية بعد جبل توبقال، هو جبل كليمنجارو. كانت رحلة ماتعة مليئة بالاستكشافات وعجائب القارة السمراء. لم أوفق في بداية الأمر من إكمال الصعود صوب أعلى قمة بإفريقيا، حيث أصبت بذعر شديد على بعد 150 مترا من القمة، لأقرر عدم الصعود”.

وزادت قائلة: “بعد عودتي للمغرب بأيام، قررت أن أعود لذات الجبل، وكلي عزم على الصعود، وهو ما تسنى لي، ورفعت علم المغرب في أعلى قمة بإفريقا”.

صعود أعلى قمة بجبال الأنديز

لم تكتفي هند زمامة بمغامرتي، جبال توبقال، وكليمنجارو، بل رفعت سقف التحدي صوب قمم سلسلة جبال الأنديز، بين دولتي الشيلي والأرجنتين، على علو 6962 مترا.

تردف هند، “الرحلة صوب الأرجنتين كانت مليئة بالتحديات والعقبات، لكن عشق الهواية، والاكتشاف، يزيح الصعاب”. مسترسلة: “هي رسالة أن المرأة المغربية، قادرة على سلك مختلف التحديات، وفي جل المجالات، والهدف رفع راية الوطن، وتشريف المملكة المغربية.

وأكدت أنه، “في رحلاتنا، لا نكتفي بالمغامرة والاكتشاف، بل نحن سفراء لدولة بتاريخ 12 قرنا”. مردفة: “مغامراتي في تسلق قمم الجبال، لم تنتهي بعد، هناك مزيد من التحديات ومغامرات أخرى في القريب العاجل”.

دعم عائلي وراء النجاح

في حديثها مع “بلادنا24“، لم تنكر هند زمامة حجم الدعم الذي تتلقاه من أفراد عائلتها، بشكل خاص، في إشارة منها، إلى أبيها، وأمها، وزوجها، وإخوانها، وأبنائها، علاوة على مدربيها، حيث أن بعد كل تجربة، يزيد طموحها لتحقيق المزيد، خصوصا بعد توالي رسائل الدعم والتهنئة، من الأقارب والأصدقاء.

وفي حديثها عن اليوم العالمي للمرأة، علقت على الموضوع، قائلة: “شكرا لكل امرأة تكافح لأجل شخصها، ولأجل عائلتها، ولأجل وطنها. عيد سعيد لنساء المغرب ولكل نساء العالم”.