حراك المزارعين الفرنسيين.. مهني لـ”بلادنا24″: الإنتاج المغربي لم يكن يوما منافسا للإنتاج الأوروبي

ينذر “حراك المزارعين” في فرنسا، تنديدا بالمنافسة التي يعيشها المزارع الأوروبي من لدن المنتجات المستوردة، بإمكانية وقوع تغييرات كبيرة في سوق المنافسة الأجنبية لبعض المنتوجات، على رأسها السلع المغرببة، التي تتوفر على حصة الأسد داخل الأسواق الأوروبية. فما التأثير المنتظر على صادرات المملكة من الخضر والفواكه إثر تصاعد هذه الأزمة؟.

منذ بداية هذه الاحتجاجات، ردا على الإجراءات التي أعلن عنها غابرييل أتال، رئيس الحكومة الفرنسية، يتابع المصدرين المغاربة المستجدات بكثير من الترقب. إذ أن لهذه الأزمة، وقع سلبي على صادراتهم داخل الأسواق الأوروبية، خصوصا السوق الفرنسي المستورد الأول لعدد من المنتجات المغربية.

وحسب ما أفادت به ساندرين روسات، رئيسة نقابة “FDSEA” لوسائل الإعلام الفرنسية، لم تسلم الشاحنات المغربية من غضب المزارعين، حيث أوقف المتظاهرين، شاحنات مغربية وإسبانية وبلغارية، وقاموا بإفراغ محتوياتها على الطريق

تكامل وليس منافسة

ولتفسير مخاوف المصدرين المغاربة من هذه الاحتجاجات، والنتائج السلبية المحتملة، قال رئيس فدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه، الحسين أضرضور، إن “حراك المزارعين الفرنسيين، يأثر بشكل كبير على الصادرات وإنتاجية الفلاحين المغاربة، حيث تحتل صادرات الخضر والفواكه المغربية المرتبة الأولى ضمن واردات أوروبا من الدول الأجنبية، ولذلك فإن هذا الحراك الذي اتخد مسارا جديدا، من شأنه أن يعيق مصالح المهنيين المغاربة”.

وعن مدى تأثير المهنيين الأوروبيين بالمنتجات الأجنبية المستوردة، أوضح أضرضور، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “الإنتاج المغربي لم يكن يوما منافسا لإنتاج الدول الأوروبية، وإنما هو مكمل ومدعم لحاجيات ومتطلبات الأسواق الأوروبية، من بعض المنتجات التي يفتقدها السوق الأوروربي في وقت من الموسم”.

وردا على سؤال حول إمكانية فرض الدول الأوروبية معايير جديدة على المنتجات الأجنبية، على رأسها المنتجات المغربية، أشار رئيس فدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه، إلى أن هذا التصور يحكمه اتجاهين، “يتعلق الأول بمتطلبات الدول والنواقص التي تدفعهم إلى استيراد بعض المنتجات، في أوقات معينة، ويتمثل الثاني، بالتعامل الذي تحكمه السنوات، والمتمثل في الاتفاقيات ذات مدة طويلة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة، إذ تخضع لعدد من الشروط، التي تضمن مصالح كل الأطراف”.

وإلى جانب هذا، أكد المتحدث، أن “الإنتاج المغربي لا يحدد موقعه في سوق معين فقط، وإنما يبرز تفوقه في جميع الدول الأوروبية تقريبا”، مشيرا إلى أن “السوق الفرنسي عبارة عن سوق تقليدي مركزي لبعض المصدرين المغاربة، في حين تعتمد فئة كبيرة من المصدرين على أسواق بديلة وأكثر طلبا، أهمها السوق البريطانية”.

تصعيد في الأفق

وفي آخر التطورات، اعتزم المزارعون الفرنسيون الغاضبون، إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى باريس، ومدن كبرى أخرى، للضغط على الحكومة، من أجل الاستجابة لمطالبهم، والمتمثلة في 122 مطلباً.

ولمنع حدوث تجاوزات، أعلنت الحكومة الفرنسية، من جانبها، تعبئة 15 ألف عنصر من الشرطة في العاصمة باريس، ونشر قوات إنفاذ القانون، من بينها مدرعات للدرك، على أطراف رونجيس، أكبر سوق للمنتجات الطازجة في البلاد، وفق ما أفادت به وكالة “فرانس برس”.

ورغم قساوة الظروف المناخية المتقلبة التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، بسبب موجة الجفاف القاسية، تربعت المملكة المغربية على رأس مصدري الخضر والفواكه إلى دول الاتحاد الأوروبي، وحققت أرقاما قياسية في صادرات عدد من المنتجات المحلية، خصوصا الطماطم، والفلفل، وغيرها.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *