تفاصيل إفشال المخابرات التركية مخطط الموساد الإسرائيلي حول عمر البلبيسي

تداولت وسائل إعلام تركية وأخرى عربية، أن المخابرات التركية تمكنت من إنقاذ شاب فلسطيني يدعى عمر البلبيسي، كان قد اخترق نظام الدفاع الجوي للقبة الحديدية، من أيدي الموساد الإسرائيلي.

وحسب صحيفة “صباح” التركية، نقلا عن مصادر استخباراتية، فقد كان مطور البرمجيات الفلسطيني “عمر البلبيسي” قد وصل إلى تركيا قادما من مصر سنة 2020، بعدما نجح في تعطيل نظام القبة الحديدية بشكل مؤقت سنتي 2015-2016، مما سمح لكتائب القسام، الجناح المسلح لـ “حركة حماس”، بالقيام بهجمات صاروخية على نقاط حساسة في إسرائيل دون أي اعتراض يذكر.

محاولة الموساد الوصول للببلبيسي

وفي تفاصيل القصة، وفقا للجريدة ذاتها، فقد حاول الموساد التواصل مع عمر عبر شركة برمجيات نرويجية بحجة عرض وظيفة عليه، لكنه رفض لشكوكه الكبيرة في حقيقة العمل ومن يقف خلفه، ونتيجة لذلك، حذرته المخابرات التركية، وطلبت منه عدم مغادرة تركيا حفاظا على سلامته.

ويشار، أن المصادر الاستخباراتية التركية، كانت قد تحفظت على الاسم الكامل للمهندس الفلسطيني، واكتفت بذكر اسمه الأول “عمر”، لكن موقع “واي نت” الإسرائيلي كان قد كشف عن الاسم الكامل للمهندس “عمر البلبيسي” بعد أن نشرت صحيفة “نيو ستريت تايمز” الماليزية تفاصيل عملية الاختطاف في تقرير نشرته يوم 17 أكتوبر2022.

كما يذكر، أن الحادثة خرجت إلى العلن في أكتوبر2022، حينما اختطف عملاء للموساد الإسرائيلي مهندس البرمجيات الفلسطيني عمر البلبيسي في كوالالمبور بنية نقله إلى تل أبيب للتحقيق معه، في الوقت الذي أعلن فيه الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن امتلاك الحركة وحدة سايبر عملت في الخفاء ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي التقرير المستند إلى مصادر في الاستخبارات التركية ليكمل المشهد، ويشرح بداية قصة الموساد الإسرائيلي مع المهندس البلبيسي بعد أن اكتفت المصادر الماليزية بالإعلان عن تحرير المخطوف واعتقال العصابة آنذاك.

من هو عمر البلبيسي؟

تخرّج عمر البلبيسي من قسم علوم الحاسوب في الجامعة الإسلامية بغزة، وعمل موظفا في قسم التكنولوجيا في وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، واستطاع تطوير برنامج خاص بالوزارة يساعد على اختراق أجهزة الأندرويد بسهولة في سن 24 عاما، وتمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من كشف هوية البلبيسي، الذي كان وراء اختراق نظام القبة الحديدية وتعطيلها بعد 3 سنوات على الحادثة.

ووفقا للمصادر التركية، فقد تكررت محاولات جهاز الموساد لتجنيد البلبيسي، حيث أنه في سنة 2019 تواصل شخص باسم “أنابل” مع البلبيسي مدعيا عمله مع شركة برمجة نرويجية، وطلب منه تصميم مشروع برمجي خاص بالشركة، كما ذكر سابقا، وبعد فترة من الزمن تواصل معه شخصان يدعيان “جاوسر” و”جالِس” بحجة أنهما من الشركة النرويجية نفسها، مقدميْن له عرض عمل بشكل كلي في النرويج، وعندما طلب منهما التواصل عبر مكالمة الفيديو بـ”الواتساب” تهربا منه وأرسلا له فيزا “شنغن” كبرهانٍ على جديتهما، ولكن البلبيسي أجاب على عرضهما بالرفض.

شكوك استخباراتية حول تكرار عروض العمل

وتكررت عروض العمل على البلبيسي، حسب الصحف التركية، حتى أنه استطاع أحد الأشخاص يدعى “رادونيج” أن يلتقي به في فندق كاراكوي الذي أقام فيه بالفترة ما بين 28 و31 عشت 2022، بحجة عرض عمل جديد كان ملخصه أن الراتب الشهري سيكون 5200 دولار، في حال عمل البلبيسي من تركيا، في حين أنه سيبلغ 20 ألف دولار إذا وافق على العمل من مقر الشركة في البرازيل.

كما أكد “رادونيج” للمهندس الفلسطيني، إنهما سيعملان معا في المشروع عبر الإنترنت مع زملاء آخرين (تبيّن لاحقا أنهم ضباط بالموساد الإسرائيلي) وهم: “عبد البر محمد كايا، وفؤاد أسامة حجازي، ويوسف دحمان”، وطلب منه اختيار شخص منهم ليعمل معه بشكل متواصل.

هنا كانت الاستخبارات التركية، قد أدركت احتمال اختطاف المهندس الفلسطيني، مما دفعها إلى منعه من السفر في المرة الأولى خوفا على حياته، لكن مع إصرار البلبيسي على السفر إلى ماليزيا -التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل- في عطلة لمدة 15 يوما، أبلغت الاستخبارات التركية إدارتها في إسطنبول عن الشكوك التي تراودها بشأن التهديدات التي تشكل خطرا على حياة البلبيسي، لتصدر على إثره الاستخبارات التركية جميع التحذيرات اللازمة قبل مغادرة البلبيسي تركيا، وقامت بتثبيت تطبيق تعقّب على هاتفه كي تحصل بشكل مباشر على موقعه في ماليزيا حتى ولو كان هاتفه مغلقا، بحسب ما أفادت به الصحيفة المذكورة سايقا.

البلبيسي يقع في أيدي الموساد

تابعت الصحيفة التركية نقلا عن مصادر استخباراتية، قصة البلبيسي، وأفادت أنه عند وصول المهندس الفلسطيني إلى مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم 28 سبتمبر 2022، تمكّن فريق للموساد كان بانتظاره من اختطافه واستجوابه في شاليه على بعد 50 كيلومترا من العاصمة، حيث تعرض للتعذيب بشدة والاستجواب لمدة 36 ساعة عبر الفيديو كونفرانس مع ضباط في تل أبيب.

ووفقا للمصدر نفسه، فقد تركزت أسئلة عملاء الموساد للبلبيسي حول “كيفية اختراقه القبة الحديدية وحجب رؤيتها الصواريخ لمدة من الزمن”، كما حاولوا معرفة “طريقة إلغاء وتفعيل الاختراقات التي نفذها المهندس الفلسطيني لهواتف جنود وضباط إسرائيليين في وقت سابق”.

بالإضافة إلى ذلك، استفسر الموساد حول “وجود مهندسي حاسوب ومهندسي برمجيات، ومبرمجين آخرين يشاركونه الحرب الإلكترونية من إسطنبول”.

الاستخبارات التركية تنقذ البلبيسي

أكدت صحيفة “صباح “، أنه حينما تحققت الاستخبارات التركية من مكان وجود المهندس البلبيسي، أرسلت على الفور إحداثيات الموقع إلى السلطات الماليزية التي قامت بدورها بتنفيذ عملية بقوات خاصة واستطاعت تحرير البلبيسي سالما، كما أمرت محكمة في العاصمة كوالالمبور باعتقال 11 شخصا من المختطِفين.

وعقب ذلك، قامت الاستخبارات التركية، بإلقاء القبض على “عميل الموساد أسامة حجازي”، ونقلت المهندس الفلسطيني البلبيسي إلى تركيا، ووضعته تحت حماية أمنية تابعة لها، وفقا للمصدر ذاته.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية تعتبر واحدة من العمليات الكبرى والأهم في تاريخ الاستخبارات التركية، حسب ما أكده مدير قسم الأخبار في صحيفة “صباح” التركية عبد الرحمن شيمشك.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *