مريم الحمداوي تظهر أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي في نهاية الخريف أو بداية الشتاء، حسب المختصين، وغالبا ما تختفي في الأيام المشمسة خلال الربيع والصيف.
وقد تشمل مؤشرات الاضطراب العاطفي الموسمي، أو مايعرف بالاكتئاب الشتوي لدى الأطفال، أعراضا عديدة كالشعور بضعف الهمة والحزن والكآبة معظم اليوم، أو فقدان الشغف بممارسة الأنشطة التي طالما كان الطفل يستمتع بها، أو الشعور بالكسل أو اليأس أو انعدام القيمة أو الإحساس بالذنب إلى جانب فقدان الرغبة في الحياة
ويؤكد أيوب خورشا، كوتش متخصص في التربية وتنمية ذكاء الطفل، أن “الاكتئاب الشتوي لدى الأطفال من بين المواضيع الشائكة، التي تتعدد أسبابها وتختلف من طفل لآخر، غير أن انعدام اهتمام الأباء بأطفالهم يأتي على رأس القائمة’’.
ويضيف خورشا، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’بعض الآباء لا يهتمون بالشكل الكافي والمطلوب بأبنائهم، ظنا منهم أن شروط الرعاية تتجلى فقط في توفير الأكل واللباس والمسكن لهم، هاملين بذلك الجانب المتعلق بالإحساس’’، معتبرا أن ’’الأطفال في أمس الحاجة للعطف والحنان والحب والتقدير لملء خزان المشاعر الخاص بهم’’.
وسجل المتحدث، أن ’’انعدام هذه المشاعر يصيب الطفل بالانعزال والوحدة، والاكتئاب ويدفعه إلى الفشل في حياته وعلاقاته مع الآخرين’’، مشيرا إلى ’’الآباء الذين لا يقدمون نوعا من التقدير لأبنائهم، ويفتقرون في تربيتهم إلى أسلوب الحوار البناء والجيد’’.
وأوضح المختص، أن ’’غياب الحوار وعدم إتاحة فرصة للطفل من أجل التعبير عن مشاعره وأحاسيسه، والأشياء التي لا تعجبه أو السلوكات التي يتعرض لها في المدرسة مثلا أو الشارع مثل التنمر أو الاحتقار أو الضرب، تدفع بالطفل إلى الاكتئاب والانطواء على الذات’’.
وشدد خورشا، على ’’ضرورة تشاور الآباء مع أبنائهم وإعطائهم مساحة للتعببر عن احتياجاتهم النفسية، مع تقديرهم على أبسط الأشياء التي يقومون بها، وعدم دفعهم للسقوط في دائرة الشعور بالفشل لتجنب الاصابة بالاكتئاب، مع إظهار نوع من الثقة والاحترام لهم ولمجهوداتهم’’.
ويعتبر أهل الاختصاص، أنه من الطبيعي أن يشعر الطفل بحالة مزاجية سيئة في بعض الأيام، لكن استمرار هذه الحالة لأيام عديدة، دون إيجاد حافز كافي، يستدعي تدخل الطبيب المختص.
