المقدار والكيفية الصحيحة في تقديم زكاة عيد الفطر

مع اقتراب أيام عيد الفطر وتوديع أيام وليالي شهر رمضان الكريم، يكثر اللغو في الزكاة، وكيفية إخراجها ولمن يستحقها من الأقارب أو المعوزين، فتجد المسلمين يتفرقون بين مخرجها نقدا وآخر زرعا، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم جميع التفاصيل المتعلقة بزكاة عيد الفطر.

زكاة عيد الفطر

تعتبر الزكاة، واحدة من أهم أركان الاسلام الخمسة، فتعني في اللغة، النماء والزيادة والطهارة والبركة، حيث يقال إن الزكاة تزكي النفوس والأموال، ومفهوم الزكاة بشكل عام يتمثل في إخراج نسبة محددة من الثروة للفقراء والمحتاجين.

وأما الفِطر، فهو اسم مصدر يشير إلى فعل إفطار الصائم، وقد يراد به أيضا الفطرة أي الخلقة التي جعل الله تعالى الناس عليها، وبناء على هذا الاصطلاح الفقهي، فإن زكاة الفطر تعني الصدقة التي يجب على المسلم إخراجها في شهر رمضان المبارك.

وهناك اختلاف بين العلماء، في سبب تسمية الزكاة المذكورة بـ “زكاة الفطر”، وذلك بالرجوع إلى تفسيرين، الأول يعتبر أن التسمية جاءت بسبب إضافة الشيء إلى سببه أو زمنه، إذ أن سبب وجوب الزكاة في شهر رمضان هو الصيام، فأضيفت إليه لتصبح “زكاة الفطر”، ويؤيد هذا التفسير بعض الأحاديث التي ذكرت “زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ”. “وقد رجح هذا الرأي الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن عثيمين”.

والتفسير الآخر، يربط تسمية الزكاة بمفهوم الفطرة، وهي الخِلقة التي جعل الله تعالى الناس عليها، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: “فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا”، وأيضًا قال بعض الفقهاء بأنها “صدقة تجب بالفطر من رمضان”.

من هم المعنيون بأداء زكاة الفطر؟

يوجب أداء زكاة الفطر على الشخص نفسه وعلى المسلمين الذين تلزمهم نفقته، ويأتي هذا بناء على الأصل الذي تم تأكيده في قواعد الفقه الإسلامي، الذي يؤكد على كون الشخص الذي يتحمل نفقة المسلمين فطرته تجب عليه، وذلك بحسب حديث ابن عمر رضي الله عنهما، الذي يشير إلى فرض زكاة الفطر على كل حر أو عبد من المسلمين، وبغض النظر عن جنسهم أو جنسية أو وضعهم الاجتماعي.

وبالتالي، يتحمل الرجل نفقة نفسه ويتحمل نفقة كل من يتوجب عليه نفقته من المسلمين، بما في ذلك الأقارب الفقراء مثل الوالدين والأبناء الذكور الذين لم يبلغوا الحلم بعد أو العاجزين عن الكسب، والإناث حتى يتزوجن، وزوجة الرجل وحتى زوجة أبيه إذا كانت فقيرة، وخادمه وخادم كل من هو ملزم بالنفقة عليه، وحتى عبده إذا كان مكاتبا.

وفيما يتعلق بمن يتحمل نفقة الشخص، يجب عليه أن يدفع زكاة الفطر لنفسه، كما يجب عليه دفع زكاة الفطر لأي مسلم يتحمل نفقته، ما لم يتكفل شخص آخر بتلك النفقة، وإذا وجبت الزكاة على شخص آخر، فإنه لا يمكن خروجها عن نفسه بدون إذنه، لأنه المخاطب بها ابتداء والغير متحمل، ولا يلزم الأب بدفع زكاة الفطر لابنه الراشد أو لأي شخص آخر، كما لا يجوز له خروج زكاة الفطر عنهما بدون إذنهما.

هل تقدم زكاة الفطر عينا أم نقدا؟

يتجادل الناس حول طريقة إيصال زكاة الفطر مع بداية توقيع آخر أيام شهر رمضان الكريم، فمنهم من يصر على تقديمها عينا في صورة أطعمة محددة، مثل الأرز والفول والعدس والزبيب والشعير وما شابه ذلك، على اعتبار أن دفعها نقدا لا يجوز، ويمنعه بعضهم بتحريمه.

ويعزي هؤلاء الناس تشبتهم بهذا إلى الهدف الأساسي لزكاة الفطر، وهو إطعام الفقراء في يوم العيد، وهذا الهدف يتحقق بسهولة من خلال تقديم الأطعمة سالفة الذكر.

ويستند هؤلاء الناس في رأيهم إلى حديث ابن عمر الشهير، الذي فرض فيه النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على جميع المسلمين، وأمر بأن يتم تقديمها قبل صلاة العيد، مع ذكر الحديث لتلك الأطعمة المحددة.

ومن ناحية أخرى، يرى العديد من الفقهاء المعاصرين أن تقديم زكاة الفطر نقدا أفضل للفقراء وأجدى لهم، حيث يمنحهم هذا حرية التصرف فيها حسب حاجتهم.

ويشير هؤلاء العلماء، إلى أن زكاة الفطر عبادة مالية تخضع للقياس، ويمكن تحقيق الهدف الأساسي منها بالتبرع بأي شيء من الأطعمة أو الأموال التي تناسب حاجة المحتاجين، ولا يوجد تحديد للطعام، حيث تبنى هذا الرأي من قبل كل من الإمام أبو حنيفة النعمان وغيره من الفقهاء العظام.

اقرا ايضا: مركز الفلك الدولي: “أول أيام عيد الفطر هو يوم السبت 22 أبريل الجاري”

ويثبت النقاش حول زكاة الفطر بين الناس، حيث يتناقض الرأي حول إيصالها عينا أو نقدا، ويرجع هذا الخلاف إلى الفهم المختلف لأصل الزكاة وهدفها، فصحيح أن الزكاة تستخدم لإطعام الفقراء والمحتاجين، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يجب إطعامهم بأنواع محددة من الطعام فقط، بل يمكن استخدام النقود لشراء الأطعمة التي يحتاجون إليها بشكل أفضل وأكثر فعالية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *