ارتفاع أسعار البيض قبيل رمضان يثير قلق المواطنين.. والمهنيون يردون

لا شك أن كل من ذهب هذه الأيام لشراء البيض يتفاجـ بزيادات ملحوظة وغير مفهومة، فبعدما بدأ المواطن بالتعود على الزيادات السابقة حيث أصبحت البيضة الواحدة تساوي أكثر من درهم ونصف في جميع محلات البيع، بعدما كانت لا تتجاوز 70 أو 80 سنتيما، ها هي الآن تتخطى هذه الزيادة وتصل البيضة في عدة مناطق بالمملكة إلى درهم و80 سنتيما أو درهمين فما فوق، وهو الشيء الذي يؤرق جيب المواطن ويزيد الطين بلة في ظل ارتفاع الأسعار، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الذي يعرف إقبالا على استهلاك هذه المادة.

مواطنون قلقون من الغلاء

يزداد استهلاك البيض عادة في شهر رمضان المبارك مقارنة مع باقي الأيام الأخرى، وهو الشيء الذي جعل مواطنين يتساءلون عن أسباب ارتفاع أسعاره مع اقتراب الشهر الفضيل، حيث أن بعضهم لم يستوعب هذه الزيادة المفاجئة والغير محسوبة، مما جعلهم يطلقون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل “مقاطعة استهلاك البيض”، وذلك باعتبار أن سعره الحالي الذي يتأرجح بين درهم و80 سنتيما ودرهمين في بعض مناطق المملكة، والذي يختلف باختلاف المنطقة والمدينة حيث يصل في بعض المدن إلى درهمين ونصف.

وفي هذا الصدد، اعتبر خالد أحد المواطنين أن “هذه الزيادة المفاجئة للبيض ينبغي أن تضع لها السلطات المعنية حدا، لأن هذه الأثمنة التي أصبحت تباع بها البيضة الواحدة لم تعد بتاتا في استطاعة المواطن، كما أن الدعم الذي قدمته الحكومة لمربي الدجاج لم نلمس مردوده حتى الآن، لا في الدجاج ولا في بيضه”.

وأضاف خالد في حديثه مع “بلادنا24” قائلا: “راه بزاف هادشي، تقهرنا واش كل مرة يزيدو في حاجة بلا حتى شي مبرر أو يمكن حيت قرب رمضان راه حشومة هادشي اتقو الله في المواطن الضعيف ولي معندوش”.

وفي السياق ذاته، قالت الحاجة أمينة “لقد تفاجأنا اليوم بهذه الأثمنة التي أصبح يباع بها البيض، كنا نتوقع أن يتم خفض ثمنه خلال شهر رمضان، فإذا بنا نجده يرتفع، حيث كنا نطمح لنزول ثمنه من درهم ونصف، حتى أصبحنا نأمل أن يعود لهذا الثمن بالأحرى عوض درهمين فما فوق”.

وتابعت المتحدثة خلال تصريحها للجريدة “إن المواطن لم يعد قادرا على مسايرة هذا الغلاء أينما اتجهت تجد النار مشتعلة بالغلاء، والإشكال أن جميع المنتجات أصبحت مرتفعة حتى تلك المنافسة لم تعد، حيث أصبحت الشركات المنتجة والفلاحين وكل المنتجين يتفقون فيما بينهم بتحديد سعر معين ضد المستهلك الذي يتحمل هذه المؤامرة الشنيعة ويؤدي من جيبه الذي أصبح ممزقا وفارغا”.

مبررات غلاء البيض

وفي المقابل، حاولت “بلادنا24” التواصل مع بعض مهني البيض، حيث اعتبر أحد البائعين في تصريحه للجريدة، أن من بين أسباب ارتفاع أسعار البيض بهذا الشكل هو “مرض الدواجن، وغلاء العلف، بالإضافة إلى رفع أصحاب “الفيرمات” الثمن بدون سبق إنذار مما جعلنا كمهنيين وبائعين مباشرين بالمحلات للمستهلكين نرفع بدورنا الثمن لكي لا نتكبد خسائر ملموسة”.

ومن جهة أخرى اعتبر بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، إن “العامل الأساسي في ارتفاع سعر البيض، يكمن في عادة المغاربة حينما يقترب رمضان وخاصة في آواخر شهر شعبان، على التهافت على البيض وبعض المواد الغذائية، وهو ما يجعل الطلب يتضاعف ويحمس المهنيين في القطاع باغتنام الفرصة والرفع من الأسعار”.

وأضاف الخراطي في تصريحه لـ”بلادنا24” أن “وتيرة الفوضى والتسيب في الأسعار والجودة، تشهد ارتفاعا منذ السنوات الماضية”، مؤكدا أنه “حينما يكون الطلب متزايدا وعلى غير العادة فإن المهنيين سيغتنمون الفرصة لا محالة من أجل الربح في ظل حرية الأسعار، حيث أن هذه الحيلة موجودة حتى على الصعيد العالمي، فحاليا البيضة الواحدة في فرنسا تساوي 3 دراهم، إذن المهنيين من بعد الأزمات السابقة (بغاو يدخلو شوية د الفلوس)، حيث يبقى المستهلك هو من يمنحهم الفرصة من أجل الزيادة، وذلك عن طريق تهافته في الطلب، فإذا كف المستهلك عن تهافته في الطلب سيكون آن ذاك المهنيون مجبرون على تخفيض الثمن”.

وتابع رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، “ثمن البيض خلال الأيام المنصرمة حينما كان يباع بدرهم و50 سنتيم للمستهلك فإن أصحاب “الفيرمات” كانوا يبيعونه للتجار بدرهم و30 سنتيم، واليوم تم بيعه بدرهم و40 سنتيم، بالإضافة للوسيط وللنقل والموزع، وبالتالي فقد ارتفع بناء على الزيادة من المصدر، وأصبح حاليا بـ 1.75 درهما”.

ويشار في سياق متصل، انتقد بعض المهنيين خلال تصريحاتهم لـ”بلادنا24“، ما يقوم به أصحاب الضيعات، حيث أكدوا “أن رفع أصحاب الفيرمات من الثمن العادي للبيض، قد انعكس سلبا على أسعار البيع بالجملة والتقسيط عبر مختلف أسواق المملكة”.

طمأنة المواطنين بخفض الثمن

اعتبر الخراطي أن الزيادة في سعر البيض لا علاقة له بـ”العلف حيث أن الأخير على الصعيد العالمي منخفض وليس هناك أي تأثير بالنسبة له”، كما أكد أن “الدجاج لا يعاني من أي مرض، وأن جميع الدواجن تتم مراقبة صحتها من قبل السلطات المعنية”.

وفي طمأنته للمواطنين أكد الخراطي على “وجود وفرة البيض”، مشيرا إلى أنه بحلول الشهر الفضيل سيتم “تخفيض ثمن البيض انطلاقا من يوم 3 أو 5 في رمضان لأنه موجود وبكثرة، ينبغي فقط على المواطنين عدم التهافت عليه أو على باقي المواد الغذائية لأن السوق معبئة بجميع المواد الاستهلاكية بدون استثناء”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *