الوضع الاقتصادي يدفع الصينيين للامتناع عن الإنجاب

يشهد الشبان في الصين، تراجعًا في رغبتهم في تأسيس عائلات، نتيجة للقلق الذي يثيره الوضع الاقتصادي. وتفاقمت الأمور بفعل التقاليد الاجتماعية الصارمة المرتبطة بالإنجاب.

ويأتي هذا، في ظل تسارع تراجع عدد السكان في الصين عام 2023، حيث انخفض بأكثر من مليوني نسمة، وهو ما يثير قلق الحكومة، التي تسعى جاهدة لتعزيز معدلات الولادة، وتجنب أزمة ديموغرافية.

وتُظهر البيانات الصادرة، الأربعاء، أن الحكومة، في محاولة لمواجهة تراجع معدلات الخصوبة، قامت في السنوات الأخيرة بتخفيف القيود المفروضة ضمن سياسة الطفل الواحد التي سارت لعقود، مما أتاح للعائلات إمكانية إنجاب ثلاثة أطفال.

ومع ذلك، فإن الحوافز والمناشدات لا تحدث تأثيرًا كبيرًا، في مواجهة ما يُوصف بأزمة اقتصادية، تتجلى في تراجع عدد العاملين، والضغط المتزايد من قِبَل المتقاعدين على صناديق الضمان الاجتماعي.

وفيما يتعلق بتكلفة تربية الأطفال في الصين، فإنها تُعتبر مرتفعة للغاية، حيث يضطر الوالدان لشراء منزل، والبحث عن شريك حياة، وتكاليف حفل الزفاف الفاخر. ويأتي الإنجاب عادة بعد تكلفة مالية ضخمة، ويضطر الوالدان لضمان تحصيل أطفالهم نتائج متميزة في المدارس والجامعات للنجاح في سوق العمل الشديد التنافس.

ويُسلط الضوء على أن الإنجاب في الصين، يرتبط بمجموعة من العوامل المالية والاقتصادية، مما يعكس تحولًا جوهريًا في تفهم الشباب لمفهوم الخصوبة. ويُظهر العديد من الشبان على وسائل التواصل الاجتماعي، فخرهم بأسلوب حياتهم الخالي من الأطفال، مما يرفض الضغوط الاجتماعية التقليدية.

وتعكس الإحصائيات، أيضًا، أن النساء العاملات، يُخصصن وقتًا أطول لرعاية الأطفال بالمقارنة بالرجال. ورغم جهود الحكومة لتعزيز مشاركة الآباء في رعاية الأطفال، فإن إجازة الأبوة لا تزال قصيرة بشكل واضح مقارنة بإجازة الأمومة.

كما تظهر المناقشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية بين الشباب، توجهًا عامًا نحو استكشاف حياة خالية من الأطفال، حيث يُطرح موضوع “لا زواج.. لا أطفال”، بشكل متزايد، كخيار محتمل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *