الجفاف يدفع المغرب إلى زيادة وارداته من القمح لمواجهة النقص في المخزون الوطني

بعد النقص الحاد في التساقطات التي تعاني منها المملكة المغربية منذ 6 سنوات، من المرتقب أن تستمر واردات المغرب من الحبوب في الارتفاع خلال السنوات المقبلة، لتعويض تراجع محصوله وضمان مخزون كافي يغطي حاجيات الأسواق المغربية من القمح.

انخفاض المحصول

وفي ظل غياب توقعات إيجابية حول التساقطات المطرية، خلال الأيام المقبلة، لإنقاذ المحاصيل الزراعية التي تعتمد بدرجة أولى على التساقطات، أكد رئيس كونفدرالية الفلاحة والتنمية القروية “كومادير”، رشيد بنعلي، أن “المغرب يسعى إلى مضاعفة وارداته من القمح خلال الأشهر المقبلة، لمواجهة النقص في مخزون القمح بالمملكة الذي أضر بالإمدادات المحلية”، خصوصا وأن المساحات الزراعية، في دوائر السقي الكبير، لا تتعدى الآن 400 ألف هكتار من أصل 750 ألف هكتار، أي بانخفاض 44 في المائة.

وعلى الرغم من غياب أرقام رسمية المتعلقة بكمية المحصول الزراعي خلال الموسم الفلاحي الحالي الذي لم ينتهي بعد، أوضح رشيد بنعلي في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “محصول القمح خلال هذه السنة، سيعرف انخفاض، مقارنة مع ذلك الذي تحقق في العام الماضي”، حيث أن تأثير الجفاف المسجل سنة 2023 هم جميع المهن والقطاعات، ولم يؤثر فقط على المنتجات الفلاحية، بل شمل حتى قطاع الحبوب والماشية ومعظم القطاعات الأخرى.

وأكد المتحدث ذاته، أن “أسعار القمح في الوقت الحالي تعرف انخفاض نسبي، على المستوى العالمي بعدما كانت قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الأشهر الماضية بسبب التوترات السياسية التي شهدتها العديد من البلدان على غرار أوكرانيا وروسيا، إلى جانب التغيرات المناخية القاسية”، مشيراً إلى أن “المملكة تحافظ على شركائها التقليديين كفرنسا وكندا إلى جانب روسيا وأوكرانيا، لتأمين مخزونها من القمح”.

معاناة المغرب

وعلى غرار باقي دول العالم، عانى المغرب، الذي غالبا ما يصنف ضمن الدول الأكثر عُرضة للتغير المناخي في حوض البحر الأبيض المتوسط، من شح في التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة، والتي أثرت على انتاجيته من المحاصيل الزراعية الموسمية كونه يعتمد بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يشكل حوالي 12 بالمئة من اقتصاد البلاد.

وفي وقت سابق، كشف تقرير حديث لمركز البحوث المشترك الأوروبي الذي يحمل “توقعات المحاصيل الزراعية للحبوب في دول شمال إفريقيا”، أن الجفاف طويل الأمد قد يؤدي بشكل ملحوظ إلى فشل حركية المحاصيل الزراعية للحبوب في المغرب، مع احتمال تعرض الموسم الحالي للخطر، مشيراً إلى أن الظروف الدافئة والجافة بشكل غير عادي ادت إلى تراكم أقل من المتوسط للكتلة الحيوية للحبوب في المغرب، مع احتمال ضئيل للتعافي الكامل للمحاصيل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *