استمرار غياب التساقطات المطرية يدفع الفلاحين إلى تخفيض إنتاجهم

يعيش المغرب، للعام السادس على التوالي، بفعل استمرار غياب التساقطات المطرية، عاما آخر من الجفاف، حيث أصبحت أولوية الحكومة، هي البحث عن تدابير جديدة ومبتكرة من أجل تحقيق الأمن المائي، وتلبية الطلب على المياه الصالحة للشرب.

ويبدو أن شح التساقطات المطرية، لم تعد تهدد فقط السدود والثروة المائية، بل تجاوز الأمر ذلك، مهددا إنتاجية الفلاح الصغير، معلنا عن ارتفاع أثمان بعض المواد الغذائية.

أصعب المواسم الفلاحية

وفي هذا الصدد، قال محمد المغاري، فلاح تقليدي بإقليم تازة، إن قلة التساقطات المطرية التي تعاني منها المملكة، تدفعهم إلى التقليل من الإنتاج الفلاحي، ما يمكنه أن ينعكس بشكل سلبي على المواد الغذائية، ويتسبب في ارتفاع أثمنتها بشكل كبير’’.

وأضاف الفلاح، في حديث لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الموسم الفلاحي الحالي، من أصعب المواسم الفلاحية التي مر منها الفلاح، منذ حوالي 40 سنة من الآن’’، مؤكدا على أن ’’هذا التأثير سيلحق بأسعار المواشي، خاصة في فترة عيد الأضحى’’.

وأشار المغاري، إلى أن ’’المستهلك يبقى عرضة لغلاء أسعار المنتجات الفلاحية، بسبب عدم وفرة المحصول وقلة الإنتاج’’.

انعكاس سلبي على الفلاح

وبدوره، قال محمد البوش، فلاح بإقليم تاونات، إن ’’الجفاف أثر بشكل كبير على الإنتاج الفلاحي، حيث قام العديد من الفلاحين بتقليل إنتاجهم’’، مضيفا أن ’’المحاصيل الزراعية تعرضت للتلف، كما أن الكلأ قل، مما أدى إلى ارتفاع أثمنة العلف الخاص بالماشية’’.

وأكد الفلاح في حديث لـ’’بلادنا24’’، أن ’’العديد من الفلاحين، خاصة الصغار والتقليديين، قاموا ببيع ماشيتهم، بثمن يقل عن قيمتها الحقيقية، بسبب ارتفاع ثمن الأعلاف، جراء شح التساقطات المطرية’’.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن ’’الجفاف أدى إلى عطالة العديد من العمال الفلاحيبن’’، مشيرا إلى أن ’’بعض الفلاحين قاموا باستثمار محصول السنة الماضية في زراعة الأرض وتهييئها، مما دفعهم إلى أخذ ديونا على أساس ردها مع موسم الحصاد لهذه السنة’’.

يشار إلى أن القطاع الفلاحي يساهم بأزيد من 14 في المائة من الناتج الداخلي الخام، حيث يبقى مؤشر النمو الإقتصادي بالبلاد، مرتبطا بحجم التساقطات والمردودية الفلاحية، كما يخلق القطاع  فرص شغل مهمة، باعتباره ثاني قطاع مشغل، بعد قطاع الخدمات، وفقا لتقارير رسمية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *