“ثمرة السعد” و”تاكلا”.. أطباق تزين المائدة المغربية احتفالا برأس السنة الأمازيغية

زف الملك محمد السادس، بشرى إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر، يوم 13 يناير من كل سنة، وسيتم الاحتفال بهذه المناسبة لأول مرة.

ومع حلول كل رأس سنة أمازيغية، تغتنم الأسر الأمازيغية “إيض يناير”، لإعداد أطباق ترافق هذه المناسبة، وتتنافس على عرش مائدة “يناير”، والتي تختلف باختلاف المناطق، في أجواء يسودها الفرح، والتغني بأشعار من التراث الأمازيغي القديم.

ثمرة “السعد”

وفي هذا الصدد، قالت حفيظة ذات الأصول الأمازيغية، في تصريح لـ”بلادنا24“، إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، “تقليد وعادة توارثناها جيلا عن جيل، من آبائنا وأجدادنا، وأحرص دائما على نقلها لأبنائي”. مؤكدة على أنها رغم بعدها على مسقط رأسها، مدينة خنيفرة، إلا أنها تواظب منذ سنوات على الاحتفال بهذا اليوم، رفقة أفراد عائلتها بمدينة الدار البيضاء حيث تستقر حاليا.

وأضافت حفيظة، أنها اقتنت ما يلزمها لإعداد طبق “كسكس الذرة بسبع خضار”، الذي يعد الطبق الرئيسي الذي تلتم حوله عائلتها في هاته المناسبة. مشيرة إلى أن “منطقة الأطلس المتوسط، على عكس باقي المناطق الأمازيغية، يتم إضافة الحليب في الأخير إلى مرق الكسكس”.

وأشارت المتحدثة في خضم حديثها، إلى أنه “قبل تقديم الكسكس لأفراد العائلة، يتم تزيينه بالفواكه الجافة، أو البيض المسلوق، كما يضاف إليه كذلك زيت زيتون، أو زيت أركان، أو العسل، حسب المتوفر”. وفي هذا الصدد، أوضحت أنه “قبل تقديم هذا الطبق الأمازيغي، يتم الدس داخله حبة تمر بشكل عشوائي”، موضحة أنه “تفاديا لابتلاع النوى دون انتباه، يتم نزعها”.

ولفتت حفيظة إلى أنه “من يعثر على حبة التمر أثناء الأكل، سيكون (أسعدي ناسكاس)، أي الأوفر حظا خلال السنة الجديدة”. وهو الأمر يخلق حسب قولها “جو المرح، ويضفي نوعا من التشويق على هذه المناسبة”. مبرزة أنها لازالت تحتفل بهذه المناسبة المميزة مثلما كان والديها يحتفلان بها.

“تاكلا” و”تاروايت”

مثلما تتباين تسميات رأس السنة الأمازيغية، بين “إيض يناير”، أي “إخف أوسغاس” باللغة الأمازيغية، وكذا “إيض سكاس”، أو “حاكوزة”، تتباين أيضا الأطباق التي تحضر في هاته المناسبة من منطقة إلى أخرى.

الأمر الذي أكده محمد وارحو، في اتصال هاتفي مع “بلادنا24“، والذي أوضح من خلاله أن “نساء منطقة تارودانت، يعدن “عصيدة تاكلا”، التي يتم تقديمها في إناء دائري مشترك، يسمى بالأمازيغية “تاقصريت”، الشيء الذي يرمز إلى التآزر والتضامن بين أفراد الأسرة، حسب قوله.

وأوضح المتحدث، أن “عصيدة تاكلا”، والتي يطلق عليها في مناطق أخرى “تاروايت”، تحضر بمزج بين دقيق الشعير، أو الذرة المحمص، مع الماء، “وتوضع على النار هادئة لتنضج”.

وأشار محمد في معرض حديثه، إلى أن “العصيدة أثناء طبخها، من الضروري تحريكها باستمرار، حتى لا تلتصق، وتكون قابلة للأكل”. الأمر الذي علله المتحدث، بأن “تاروايت” مشتقة من فعل “روي”، الذي يعني بالأمازيغية “حرك”.

من ناحية أخرى، يضيف وارحو محمد في حديثه، أنه يتم تشكيل حفرة صغيرة وسط “تاكلا”، ويوضع صحن صغير يصب فيه زيت الزيتون، أو زيت الأركان، المزوج بالعسل، وهو الأمر المشترك بين جميع المناطق الأمازيغية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *