دق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ناقوس خطر ارتفاع نسبة البطالة بالمغرب، وتزايد فقدان مناصب الشغل، مؤكدا أنه وبالرغم من الانخفاض الطفيف جدا في معدل البطالة، من 12.3 في المائة سنة 2021 إلى 11.8 في المائة خلال سنة ،2022 فقد سجل المغرب فقدان عدد صاف من مناصب الشغل يصل إلى 24 ألف منصب.
وفي ظل هذه الظروف، كشف المجلس ضمن تقرير له، تتوفر ’’بلادنا24’’ على نسخة منه، أن الظرفية الاقتصادية خلال سنة 2022 كانت غير مواتية ما أدى إلى انعكاسات سلبية على العديد من القيم الإجمالية والمؤشرات الاقتصادية، ما سجل تفاقم في العجز التجاري.
مشيرا إلى ارتفاع معدل التضخم من 1,4 في المائة إلى 6,6 في المائة مرده بالأساس الارتفاع العام في أسعار المواد الغذائية، الذي يلقي بثقله على القدرة الشرائية للأسر الأكثر هشاشة.
وسجل المجلس على أن سنة 2022، تميزت بظرفية صعبة للغاية بالنسبة لمعظم اقتصاديات البلدان المتقدمة والصاعدة، وذلك جراء تضافر العديد من الصدمات الكبرى.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الوطني شهد تراجعا في وتيرة النمو من 8 في المئة سنة 2021 إلى 1.3 في المئة خلال سنة 2022، وهو ما يؤكد الطابع الظرفي للانتعاش الذي شهده الاقتصاد المغربي في 2021.
مضيفا أنه، على الرغم مما أبان عنه الاقتصاد الوطني عموما، من قدرة على الصمود وكذا التقدم المحرز في بعض القطاعات كالسياحة، فإن استمرار بعض العوامل ذات الطابع البنيوي لا يزال يؤثر على الأداء الاقتصادي الوطني.
وتظل الآفاق المستقبلية، حسب تقرير مجلس الشامي في احتمالية تراجع معدلات التضخم مشوبة بدرجة عالية من عدم اليقين، حيث تشير التوقعات إلى استمرار التباطؤ الاقتصادي خلال سنة 2023.
وبخصوص الوضعية الاجتماعية للنساء، أكد المجلس على أنه يلاحظ حدوث تغيير ملحوظ خلال سنة 2022، لاسيما فيما يتعلق بالمشاركة الاقتصادية للمرأة مما يبقي المغرب في المراتب الأخيرة في التصنيف العالمي المتعلق بالفجوة بين الجنسين.
ويتضمن التقرير أيضا الوضعية البيئية لسنة 2022 التي تميزت بعقد المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27″ الذي عُقِدَ في شرم الشيخ. كما تميزت هذه القمة باعتماد خطة تنفيذ قمة شرم الشيخ التي ضمت أيضاً اتفاقا بشأن تقديم المساعدة إلى البلدان الفقيرة المتأثرة بشكل كبير بالتغيرات المناخية، بحيث تم إحداث صندوق للخسائر والأضرار لدعم الدول النامية جراء التغير المناخي والاحتباس الحراري.
مشيرا إلى لتحديات الكبرى التي واجهتها بلادنا في المجال البيئي والتي تجلت في الجفاف غير المسبوق، الذي طبع الموسم الفلاحي والارتفاع القياسي في درجات الحرارة، مع عجز كبير في التساقطات المطرية بلغ 27 في المائة مقارنة مع 2021