تبعات نفسية وعضوية.. التحرش بالأطفال بين الصمت وغياب التربية الجنسية

ينتج عن الاعتداء الجنسي على الأطفال آثار نفسية كبيرة، وتبعات مدمرة قد ترافقهم لسنوات عديدة، وممكن أن تؤدي بالضحية إلى الإدمان على المخدرات أو حتى الوصول إلى الانتحار، وتعتبر قضايا الاعتداء على الأطفال، أو التحرش بهم من أكثر القضايا التي تهم الرأي العام وتشغله.

أرقام صادمة تلك التي سجلتها مختلف النيابات العامة ببلادنا، سنة 2022، إذ تم تسجيل 3295 قضية اعتداء جنسي ضد الأطفال بما يناهز أكثر من 41 في المائة من مجموع جرائم العنف المرتكبة في حق الأطفال.

وبدورها، أشارت بيانات الصحة العالمية، إلى أن حوالي مليار طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاما تعرضوا للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي.

أعراض متعددة

وتعد توعية الطفل، وتحصينه من الأمور الضرورية والأساسية لتجنب تعرضه لمثل هذه الأفعال، وفقا للأخصائية النفسية زينة فريد التي ترى بأن ’’تبعات التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي جد وخيمة على نفسية وعضوية الطفل’’.

وأضافت الأخصائية، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’التحرش الجنسي على الأطفال، يصيبهم بحالة نفسية خطيرة، قد تؤدي بهم إلى الاكتئاب والانعزال، بحيث يصبح الطفل يشعر بنوع من الكره والاشمئزاز تجاه جسده، وضعف الثقة بالنفس، واضطرابات النوم خاصة إذا تم الاعتداء عليه’’.

وعن المؤشرات الدالة على تعرض الطفل إلى الاعتداء الجنسي، تؤكد الأخصائية، أن ’’إظهار الطفل لسلوكيات من قبيل مص الإبهام أو التبول على الفراش، يدل أحيانا وليس دائما على تعرضهم للاعتداء الجنسي’’.

وأشارت فريد، أن ’’انسحاب الضحايا من المدرسة، وممارسة الأنشطة الاجتماعية، ناتج أيضا عن تعرضهم لمثل هذه الأفعال’’، مضيفة أن ’’الطفل من الممكن أن يصبح عدواني، وأكثر قسوة، مع أبناء جيله، وأيضا على الحيوانات’’.

وتسجل الأخصائية، “هناك علاقة سببية بين الاعتداء الجنسي على الأطفال ومختلف الأمراض النفسية لدى البالغين، بما في ذلك الجرائم والانتحار، إضافة إلى إدمان الكحول وتعاطي المخدرات’’.

عنف جنسي

أوضحت فريد، أن ’’البيدوفيل يقوم بنوع من أنواع العنف الجنسي على ضحيته القاصر، سواء من خلال التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي عليه’’.

وأكدت الأخصائية، أن ’’بعض الأشخاص تكون لديهم رغبة جنسية تجاه الأطفال، حيث تكون ناتجة عن أمراض واضطرابات نفسية’’.

فالمتحرش أو المعتدي، حسب فريد، ’’يعاني من حالة نفسية غير مستقرة نهائيا، ناتجة عن ظروف معينة عاشها في طفولته حيث من الممكن أن يكون هو الآخر تعرض للاعتداء في طفولته’’.

وشددت الأخصائية، أن ’’البيدوفيليا حالة مرضية نفسية، يفترض أن يخضع الشخص الذي يمر بها للعلاج’’.

غياب التربية الجنسية

وعن غياب التربية الجنسية، بالمؤسسات التعليمية، أو الأسرة، أكدت فريد، أنها ’’من الأمور التي تساعد المتحرش، في فعلته وعمله، حيث أن تسمية المناطق الحساسة بأسماء غير أسمائها الحقيقية، تسهل على المعتدي مهمته، حيث يقترب من الطفل باعتبارها مزحة أو لعبة، ويمارس جريمته’’.

وتنصح الأخصائية، ’’بضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها، الطبيعية دون إضفاء الطابع الدال عليها’’، معتبرا أنه في ’’حالة محاولة لمس المعتدي لجسم الطفل، سيمتنع الأخير ويرفض ذلك ويسمي الأشياء بأسمائها ما سيخلق نوع من الخوف لدى المعتدي أو المتحرش’’.

وترى فريد أن ’’تربية الطفل على عدم قول كلمة لا، سبب من أسباب تعرضه للتحرش أو الاعتداء الجنسي، فتربية الأطفال على الخوف وقول نعم قد تؤدي بهم إلى أشياء لا تحمد عقباها’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *