باسو يعرض جديده الفني على “يوتيوب”.. هروب إلى “الحرية” أم من “فن الانستغراميات”؟

على غرار العديد من الفنانين الذين اختاروا منصة “يوتيوب” مكانا لعرض إنتاجاتهم الفنية، خلال السنوات الأخيرة، إما بسبب خلافات مادية مع شركات الإنتاج، أو لمحاولة إثبات ذاتهم في العالم الافتراضي، لجأ الفنان الكوميدي، محمد باسو، بدوره، إلى قناته على منصة “يوتيوب”، لعرض سلسلته الرمضانية الجديدة، ما أثار استغراب نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، خاصة وأنه اعتاد دخول غمار المنافسة الرمضانية، بإنتاجات كوميدية تعزز شبكة برامج القنوات التلفزية، نظرا لموهبته وكفاءته.

وفور تقاسم باسو هذا الخبر مع جمهوره، عبر منصة “انستغرام”، والذي كشف من خلاله عن جديده الفني الذي يحمل عنوان “سي الكالة”، عاد الجدل مرة أخرى حول “فن الانستغراميات” و”أصحاب روتيني اليومي”، الذي غزا القنوات العمومية، ومحاربة الفن والمشاهير بالتفاهة وصناعة البوز.

وتقاسمت آراء رواد منصات التواصل الإجتماعي، حول هذا الموضوع، إذ رحج البعض أن لجوء الفنان الكوميدي إلى “يوتيوب”، بسبب منعه من عرض سلسلته على القنوات التلفزيونية العمومية، والتي تناقش عدد من القضايا الي تعري واقع المجتمع، تلك المتعلقة بفساد المسؤولين، وتبديد أموال الشعب، وتفشي الرشوة، والاستغلال.

فيما رجح البعض الآخر، أن استمرار عملية استقطاب “مشاهير السوشل ميديا”، إلى شاشات التلفزيون، خصوصا القناة الثانية، وإسناد أدوار رئيسية لهم، تثير استياء عدد من الفنانين، الذين يعتمدون على الإبداع والتميز، عوض “البوز”، وبالتالي الإنفراد في إنتاجاتهم الفنية، محملين المسؤولية لمنفذي الإنتاج، الذين يتبضعون أبطال هاته الأعمال من تطبيق “انستغرام”، ويستغنون عن وجوه فنية قدمت الكثير للساحة، وتحمل تكوينا رصينا في الميدان.

وبالرجوع إلى أداء بعض الفنانين في إنتاجات فنية سابقة عرضت على شاشات التلفزيون، والتي تلقت انتقادات لاذعة من طرف الجمهور، يتبين أن معايير انتقاء أبطال الأعمال التلفزية، قد اختلفت عن السابق، إذ لم يعد التكوين شرطا أساسيا ضمن سلسلة الشروط، إنما أعداد المتابعين على حساباتهم بمنصات التواصل الاجتماعي، هو ما أصبح معيارا كافيا، مما يساهم في تغييب شريحة واسعة من الفناين.

وعرفت المجتمعات الغربية، وكذلك العربية، خلال السنوات الأخيرة، انتشارا كبيرا لظاهرة “البوز”، على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الظاهرة تجاوزت رقعة الإنترنيت، وتسللت إلى وسائل الإعلام التقليدية، وفي مقدمتها القنوات التلفزية، التي أصبحت تلهث وراء حصد أكبر عدد من المشاهدات، بعدما كانت تعتمد على جودة الأداء في تشخيص الأدوار، ولو كان على حساب التضحية بوجوه فنية كبيرة قدمت الكثير.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *