قمر خائف الله مع كل مناسبة دينية، أو عطلة مدرسية، تتكرر معانات المسافرين كل سنة، مع الارتفاع المهول التي تعرف تذاكر السفر، فضلا عن الإكتضاض الذي يرافق مثل هذه المناسبات، إذ يقضي هؤلاء ساعات طوال وهم يتجولون بين شبابيك التذاكر وبين “الكورتية”، المنتشرين في كل أرجاء المحطة، بحثا عن ثمن مناسب يمكنهم من السفر إلى وجهتهم دون إرهاق جيوبهم.
وعلى غرار باقي مدن المملكة، يراهن مهنيو النقل الطرقي بمدينة فاس، على نهاية عطلة عيد الفطر لرفع رقم معاملاتهم، حيث يستغلون ارتفاع الطلب و الاكتظاظ الذي تعرفه المحطات لفرض زيادات كبيرة في أسعار التذاكر بشكل كبير، والتي يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى نسبة 100 في المائة.
ووفق ما عاينته “بلادنا24“، عرفت المحطة الطرقية، “بوجلود”، بمدينة فاس، إقبالا كبيراً من المسافرين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، ما دفع مهنيي النقل، إلى مضاعفة أسعار تذاكر السفر، وهو ما خلق حالة من الفوضى والاحتجاج من طرف المسافرين على هذا الإرتفاع الغير مبرر.
واستنكر عدد من المواطنين في تصريحات متفرقة لـ”بلادنا24″، هذه الزيادات التي يقدم عليها مهنيي النقل الطرقي، كونها لا تراعي القدرة الشرائية للمواطن البسيط، الذي يستغل هذه مثل هذه المناسبات لزيارة الأحباب وإحياء صلة الرحم، على الرغم من الوضعية المادية المتأزمة”.
وقال كريم (24 سنة)، وهو طالب بمدينة الرباط أنه جاء لزيارة والديه بمدينة فاس خلال “العيد الصغير”، إلا أنه تفاجأ بالزيادة الكبيرة في أثمنة التذاكر منذ الأسبوع الأول من العيد، بشكل غير معقول”، مشيراً إلى أن هذه الزيادة تمنع الطلبة وفئة كبيرة من المواطنين من زيارة أحبابهم نظرا لتأثيرها الكبير على جيوب المواطنين”.
ولتفسير هذه الزيادة، سبق لوزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أن أكد أنه “عندما ينخفض الطلب على النقل العمومي يلاحظ انخفاض في الأسعار يمكن أن يصل إلى حوالي 50 بالمائة مقارنة، بينما ترتفع في الرحلات الاستثنائية خلال الأعياد، والتي تتجاوز التسعيرة القصوى المحددة”. وذلك نظرا للإقبال الكبير الذي تعرفه وسائل النقل.
وبخصوص قانونية هذه الزيادة، أوضح الوزير، أمام مجلس النواب شهر يونيو الماضي، أنه “يخول لشركات النقل الرفع من التعريفة القصوى بنسبة 20 بالمائة، بهدف تشجيعها على توفير خدمات نقلية إضافية وتغطية مصاريف الرجوع الفارغ”.
وللإشارة، يبلغ عدد حافلات النقل الطرقي للمسافرين المرخصة 2400 حافلة توفر ما يقارب 122 ألف مقعد يوميا، ويبلغ عدد مقاولات النقل بالمملكة حوالي 1540 مقاولة، كما يتوفر المغرب على 64 محطة طرقية للمسافرين.
