لا يقتصر النجاح على الأدوار الرئسية فقط خلال السباق الرمضاني، أو أي موسم آخر، فكل سنة تبرز في سماء الفن، أسماء لمواهب شابة. أشخاص لا يزالون في عمر صغير، لكن بموهبة وقدرات فنية عالية، تمكنهم من خطف الأضواء من الكبار في بعض الحلقات، والحصول على ثناء الجمهور.
وفي شهر رمضان المنصرم، برزت العديد من الأسماء التي لا زالت في بداية مشوارها، والغالبية يحضر هذا العمل كثاني تجاربه الفنية بشكل رسمي. والحديث هنا عن حضور أبطال “كازا ستريت“، الذين لمع نجمهم في إنتاجات عديدة هذا العام.
البداية، بمتألق مسلسل “بين لقصور“، الفنان أكرم سهيل، الملقب بـ“بيزي“، الطفل الصغير الذي استطاع اقناع المخرج هشام الجباري أولا، والجمهور المغربي ثانيا، بتوالي عرض حلقات المسلسل. فشخصيته المرحة والمميزة شكلا ومضمونا، قدمت له فرصة المشاركة مع الكبار في مشاهد قوية ودرامية، أبدع فيها بشكل احترافي. فمنذ الحلقة الأولى، شكل مع محمد خيي وأنس بسبوسي مشاهد لا تنسى في الدراما المغربية.
كما كانت البداية مذهلة للمغاربة بحضور “بيزي“، أبى الأخير الرحيل دون أن يذهل المغاربة بمشاهد درامية أثرت في الكثيرين خاصة عند موته، تضحية في سبيل إنقاذ صديقه.
يقال بأن كبار المجسدين يفشلون في مشاهد الوفاة ومفارقة القصة، ليبقى الرهان، هل سيؤثر غياب هذه الشخصية في المشاهد أم لا؟ ويمكن القول اعتبارا لتفاعل النشطاء مع رحيله، بأن غياب “بيزي” أثر في متابعي المسلسل بشك لكبير.
من جهة ثانية، يبرز اسم آخر من مسلسل “كازا ستريت“، الفنان عمر أصيل، الذي حضر هذه السنة في قلب مدينته طنجة، حينما اختارته المخرجة سامية أقريو، وفريق العمل، لتجسيد دور “سلمان“، الذي أبدع فيه منذ بداية بث الحلقات، وصولا لآخرها المعروضة، فهو الذي فرض عليه التعامل مع أكثر المواضيع جرأة في الدراما المغربية. قصته وتفاصيل حياته اليومية، تفرض عليه الحرفية الكاملة للتفاعل والتجسيد الواقعي لكل مشهد.