رفاق غالي يستنكرون تعنت الحكومة في معالجة أزمة طلبة الطب.. ويحذرون من شبح سنة بيضاء

نظم المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، صباح اليوم الجمعة، بالرباط، ندوة صحفية، لتسليط الأضواء على التطورات التي وصفت بـ”الخطيرة”، لملف وضعية طلبة كليات الطب والصيدلة، منذ أزيد من 5 أشهر من دخولهم في إضراب شامل للدراسة والتداريب الاستشفائية، ومع قرب موعد امتحانات نهاية السنة.

واستنكرت الجمعية، خلال هذه الندوة، التي عرفت مشاركة عدد من طلبة الطب والصيدلة وعائلاتهم، “تعنت الحكومة في التعامل مع هذه الأزمة، عوض سعيها بكل جدية ومسؤولية لفتح حوار جدي معهم، عبر ممثليهم، حول ملفهم المطلبي المودع، منذ السنة الماضية، لدى المصالح المختصة، بكل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الوصيتين على قطاع الطب والصيدلة بالجامعات المغربية”.

WhatsApp Image 2024 05 24 at 12.56.53 PM

وسلطت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الضوء على عدد من المراسلات، التي وجهتها لرئاسة الحكومة، في شخص رئيسها ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزير الصحة العمومية (الوصيين على القطاع)، بالإضافة إلى رؤساء الجامعات، مطالبة بضرورة التدخل لوقف التصعيد الجاري ضد طلبة كليات الطب والصيدلة، وفتح حوار جدي، والاستجابة لمطالبهم.

مصير المجهول لـ17 ألف طالب

وفي هذا السياق، قال الطيب مضماض، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إنه من خلال المعارك النضالية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، التي انطلقت قبل سنة 2015، فإنهم يدافعون من خلالها فقط على “حقوقهم العادلة والمشروعة، وتدخل في صميم ما تدافع عليه الجمعية في هذا الشأن، وهو ما تنص عليه المواثيق الدولية، والدستور المغربي”.

WhatsApp Image 2024 05 24 at 1.37.35 PM

وشدد الطيب مضماض، في تصريح لـ”بلادنا24“، على أن “هذه المعركة الأخيرة لطلبة الطب، والتي استغرقت وقتا طويلا، على حساب الموسم الدراسي الجامعي، أخذتها الحكومة بنوع من العبث في التعامل، بالرغم من المراسلات الكثيرة الموجهة لها، وكذا للوزيرين الوصيين على القطاع، والجامعات المعنية، لا من طرف الطلبة المعنيين، ولا من طرف عدد من المؤسسات، سواء الحقوقية، أو المجتمعية، والسياسية كذلك”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “جميع الطلبة المعنيين، وكذا آبائهم، ينتظرون، بفارغ الصبر، حلحلة هذا الملف، والاستجابة لمطالبهم، بما فيها فتح حوار جاد ومسؤول حول المصير المجهول لحوالي 17 ألف طالب”. معتبرا أن مطالبهم، “تصب في مصلحة الشعب المغربي، وحقه في العلاج على يد طالب مكون تكوينا جيدا، ومستشفيات مجهزة تتوفر على أطر طبية تواجه ما تواجهه البلاد من آفات وأمراض، وهو ما تبين من خلال الأزمة الصحية التي ضربت العالم، إثر تفشي كوفيد 19، وأبرز الحاجة إلى مستشفى عمومي”.

سياسة التهديد

وفي تعليقه على تصريحات الوزير عبد اللطيف ميراوي، وكيفية تفاعله مع هذا الاحتقان الذي مازال مستمرا، لا سيما وأن الموسم الجامعي على مشارف الانتهاء، ما يستدعي التعجيل في حل هذه الإشكالية التي تزيد تفاقما مع مرور الوقت، قال الطيب مضماض، “هذه التصريحات الصادرة عن مسؤولين، أسميها تصريحات غير مسؤولة، على اعتبار أن طريقة التعامل مع أي فئة من الفئات داخل المجتمع، لا تواجه بسياسة التهديد، وكأننا في ميدان حرب، من له القوة يتسلط على الآخر”. مردفا: “البلاد في حاجة إلى مسؤولين يعرفون معنى المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، وليس تطبيق ما تمليه عليهم عقولهم”.

من جانبه، أكد عبد السلام العسال، الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الهدف من هذه الندوة الصحفية، هو توجيه رسالتين، “تهم الأولى طلبة الطب وعائلاتهم، والتي نؤكد من خلالها، تضامننا اللامحدود معهم، وبشكل تام، كوننا نؤمن أن هؤلاء الطلبة والطالبات، يواجهون مشاكل حقيقية، ويحتاجون إلى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، التي لا تستدعي كل هذا التعنت الذي تنهجه الحكومة”.

وبخصوص الرسالة الثانية، يضيف عبد السلام العسال، في تصريح لـ”بلادنا24“، فهي موجهة للحكومة، “ندعو من خلالها، هذه الأخيرة، للجلوس على طاولة الحوار مع ممثلي الطلبة، ومناقشة الإكراهات التي يواجهها القطاع منذ سنوات، مما سيترتب عنه حل مجموعة من المشاكل العالقة، وإنقاذ الموسم الجامعي، الذي يشهد توترا مستمرا منذ حوالي ستة أشهر”.

شبح سنة بيضاء

وردا على تأكيد الحكومة، إجراء الامتحانات الجامعية داخل كليات الطب والصيدلة في وقتها المحدد، رغم هذه الأزمة، توجه الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بسؤال للجهات المعنية، قائلا: “من سيجتاز هذا الامتحان؟ وفي أي مواد والطلبة قاطعوا الدراسة منذ دجنبر الماضي؟”. مردفا: “أنتم تتجهون نحو سنة بيضاء، إذ أن 90 في المائة من الطلبة، وربما 100 في المائة، سيقاطعون هذه الاختبارات”.

WhatsApp Image 2024 05 24 at 1.37.35 PM 1

وشدد المتحدث ذاته، على أن الحكومة “لن تكون قادرة على تحمل عواقب سنة بيضاء، نظرا للعديد من العوامل المتداخلة في ما بينها، أولها الطلبة الصاعدين من المستوى الثانوي، والراغبين في دراسة هذه الشعبة، الذين لن يجدوا أماكن شاغرة، بسبب الاكتضاض الذي ستعرفه الجامعات، بعد تسجيل معدلات رسوب تفوق المعدلات الطبيعية”.

وحمل العسال، الحكومة، “مسؤولية الاستمرار في هذا التعنت”. مطالبا بـ”ضرورة فتح باب الحوار في هذا الشأن، بشكل جاد، مع اللجنة الوطنية الممثلة لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، كونه الحل الأول والأخير لحل هذا الخلاف، وإطفاء فتيل الاحتقان المستمر منذ أشهر”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *