السفير المتجول أحمد حرزني.. مسار علمي ومهني حافل

توفي صباح اليوم الثلاثاء، بالمستشفى العسكري بالرباط، رئيس المجلس الاستشاري السابق لحقوق الانسان أحمد حرزني، بعد معاناة مع مرض عضال.

من جرسيف إلى الولايات المتحدة الأمريكية ’’النشأة والدراسة’’

كانت بوابة الشرق مكان ولادة وانطلاق مناضل حقوقي بارز في المغرب، ولد أحمد حرزني بمدينة جرسيف سنة 1948، وتلقى تعليمه الأولي بالمدينة الشرقية.

وقرر حرزني، ترك مدينة أسلافه وأجداده، بحثا عن العلم لتكون الولايات المتحدة الأمريكية البوابة الأولى والرئيسة، لتميزه الدراسي الحافل بالنجاحات، فبعد حصوله على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من جامعة كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، قرر المناضل الحقوقي العودة إلى بلاده الأم لمواصلة مساره المتفرد، ليتوجه بدبلوم الدراسات المعمقة في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

مسار منهي حافل ..’’من مدرس الى رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان’’

غالبا ماتكون البدايات صعبة، غير أن بداية حرزني المهنية كانت جد عادية وطبيعية، ففي بداية السبعينيات اشتغل الراحل كمدرس بالسلك الإعدادي، قبل انطلاق مساره المهني كعالم اجتماع متخصص في شؤون العالم القروي، حيث عمل كباحث ثم كمدير للبحث في المعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات، كما استفادت جامعة الأخوين بإفران من محاضراته.

وتقلد الراحل حرزني، مهام مستشار وطني ودولي في القضايا المتعلقة بالفلاحة والتنمية القروية، وتدبير الموارد الطبيعية والبيئية والمقاربة التشاركية والتكوين المهنين، كما كان عضوا مشاركا في وحدات التكوين والبحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالعاصمة الرباط، إلى أن عين سنة 2007 من طرف الملك محمد السادس رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

بداية مساره الحقوقي.. من القضايا المتعلقة بالتنمية القروية إلى العلوم الاجتماعية

كان حرزني، عضوا بالشبكة المغاربية للخبراء في العلوم الاجتماعية، والمنتدى المغاربي للدراسات السوسيولوجيا واللجنة العلمية لمعالجة نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى، كما وجد اسمه باللجنة العلمية “تقرير 50 سنة من التنمية البشرية في المغرب”.

وتقلد كذلك الراحل منصب الكاتب الوطني لجمعية “نداء المواطنة”، ومنسق المرصد الوطني للانتقال الديمقراطي ومؤسس المجموعة الوطنية للبحث حول الديمقراطية المحلية.

وكان الراحل قيد حياته مديرا لمجلة ’’المزارع المغربي’’، حيث أصدر عددا من المقالات التحليلية والكتب من بينها  “قراءة في السيرة السياسية لماركس”.

مناصب تقلدها الراحل قيد حياته

كما شغل الراحل قيد حياته، منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم بتعيين ملكي في نونبر 2006.

وبعد مسار طويل من الممارسة السياسية والحقوقية، عينه الملك محمد السادس سنة 2007 رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان خلفا للراحل إدريس بنزكري.

وكان شهر فبراير 2016 شاهدا على سطوع نجمه، بتعينه من طرف الملك محمد السادس، في المجلس الوزاري المنعقد بمدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية، سفيرا متجولا للمملكة المغربية مكلفا بالملف الحقوقي.

قبل تقلده مناصب رسمية.. سجون المملكة كانت شاهدة على اعتقاله

اعتقل حرزني بتهمة الانتماء إلى منظمة يسارية متطرفة، وتعرض لما تعرض له كثيرون من المعتقلين السياسيين في عهد الحسن الثاني، أفرج عنه بعد قضائه إثني عشر عاما ونصف عام في سجون المملكة.

كان المناضل الحقوقي، يتبنى موقفا ماويا محضا فعبارة “لنخدم الشعب”، دليل قاطع على توجهاته في تلك الفترة، كان تنظيم “لنخدم الشعب” يرفض العمل داخل المنظمات النقابية والمهنية والطلابية والشبيبة المدرسية، واختار ضرورة الاهتمام بالفلاحين، كما اختار استعمال العنف كوسيلة لتحقيق المطالب السياسية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية عبر استعمال ما كان يوصف بـ”العنف الثوري”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *