رأس السنة الأمازيغية.. أطباق متنوعة تجسد مبادئ الارتباط بالأرض والاحتفاء بالهوية

تستعد العديد من الأسر المغربية الأمازيغية، لإحياء ليلة رأس السنة الأمازيغية الجديدة، التي تتميز بمجموعة من الطقوس الاحتفالية المتنوعة والفريدة، تتنوع وتتباين من منطقة إلى أخرى.

’’إيض يناير’’، أو ليلة يناير، يسبق التقويم الميلادي بـ950 سنة، وتطبعه طقوس احتفالية شعبية ذات دلالات رمزية غنية، تعكس وتظهر ماذا ارتباط الأمازيغ بأرضهم وهويتهم الممتدة عبر التاريخ.

تجسيد العلاقة بالأرض

يحيي الأمازيغ، رأس السنة الأمازيغية، بمظاهر احتفالية بارزة ومتنوعة، تختلف من منطقة إلى أخرى، رغم تقاطعاتها العديدة، فالأهازيج الموسيقية، والأناشيد الأمازيغية، تجمعهم رغم اختلاف مناطقهم.

ويتم خلال ’’إيض يناير’’، إعداد أطباق ووجبات خاصة يتم تحضيرها خصيصا لتلك الليلة، كما تنظم كرنفالات وتجمعات بين العائلات والجيران على أهازيج الأغاني الأمازيغية.

تعتبر فاطمة التي ازدادت وترعرعت بين أحضان مدينة تارودانت، أن الأطباق التي تعدها النساء ليلة ’’إيض يناير’’، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، ’’تجسد العلاقة القوية، والارتباط الكبير بين الأمازيغ وأرضهم’’.

وأضافت فاطمة، في حديث لـ’’بلادنا24’’، أن ’’تاكگلا’’ أو العصيدة، تبقى من أشهر الأطباق لديهم بالمنطقة، حيث “يتم تحضيرها من الحبوب التي زرعناها في أراضينا’’.

وتؤكد المتحدثة، على أن ’’الأطباق تختلف من منطقة لأخرى، غير أن الكسكس بسبع خضار، والحگوزة، والبسيس، هي أطباق يحضرها غالبية الأمازيغ، خاصة في مثل هذه المناسبات’’. مضيفة أنه ’’يتم تحضير كل الوجبات من الزرع والحبوب والخضر التي نزرعها ونحرثها’’.

وتوضح ابنة تارودانت، أن ’’بعض المناطق المغربية الأخرى تشتهر بأكلة ’’تاگلا’’، التي يتم اعدادها بالشعير أو الذرة’’. واعتبرت أن هذه الوجبات والطقوس، ’’تجعلهم أكثر ارتباطا بالأرض التي تمنح لهم الحياة والخصوبة’’، مضيفة ’’نحن نقدس الأرض والماء منذ زمان بعيد”.

الرواية التاريخية

ويرى المؤرخون، أن الاحتفال بـ’’إيض يناير’’، يرتبط بـ’’أمود’’، أو الزرع الذي يقوم الأمازيغ بزرعه كل سنة، حيث تعبر طقوس احتفالهم، عن الفرح والسعادة والابتهاج، باعتبارهم شعوبا زراعية قديمة بقدوم موسم زراعي جديد.

أما عن أصول الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، فترتبط حسب مجموعة منهم، بالشهر الأول من بداية السنة الفلاحية الأمازيغية يناير، معتبرين أن الاحتفال في اليوم الأول منها سيجلب لهم التفاؤل والخير، ويبشرهم بموسم فلاحي وزراعي جيد.

كما يرتبط الاحتفال بهذه المناسبة، بمجموعة من الأساطير، ولعل أكثرها شيوعا، غضب شهر يناير من راعية أغنام عجوز بسبب حزنها من الشهر البارد، الذي استعار حسب الأسطورة، أياما من فبراير، ليمدد ساعات برده حتى قضى على كل قطيعها.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *