كيف ساهم الإعلام الجزائري في إقصاء “ثعالب الصحراء” من “الكان”؟

تسبب الإعلام الجزائري، بطريقة غير مباشرة، في إقصاء منتخبه من كأس إفريقيا للأمم من بوابة دور المجموعات، بعد هزيمة أمام موريتانيا وتعادلين أمام كل من بوركينا فاسو وأنغولا، متذيلا بذلك مجموعته بنقطتين.

الإعلام الجزائري ضغط سلبيا على منتخب بلاده

لكن السؤال الذي يطرح بقوة، هو “كيف للإعلام أن يساهم في الإقصاء؟”، بدأ الأمر بـ”التفاؤل المبالغ فيه”، وإصدار الاتهامات هنا وهناك، تارة لفوزي لقجع وتارة للمغرب وتارة أخرى لاتحادات كروية منافسة في البطولة الإفريقية، وهو ما جعل الجزائر وكأنه “المنتخب المنبوذ في بطولة كوت ديفوار”.

فوفقا لعدد من المصادر في الكوت ديفوار، فإن الجماهير الجزائرية، متأثرة بالإعلام الرسمي والخاص بالجارة الشرقية، ساهمت في أن تكون غير مرغوب فيها، وهو ما جعل الجماهير الإيفوارية تدعم فرقا منافسة للجزائر بالمنافسة الإفريقية.

أزمة مع الموريتانيين

وإذا كانت المباراة الأخيرة للجزائر ضد موريتانيا، والفوز سبيل وحيد للتأهل أو التعادل كأقل الخسائر لثعالب الصحراء، فإن الإعلام الجزائري خاض حربا ضد المنافس، واتهمه بما أسماه “العمالة للمغرب”، الأمر الذي لم يرق للاتحاد الموريتاني لكرة القدم، الذي رد في بلاغ رسمي ليلة المباراة، ولا شك أن رئيس الاتحاد الموريتاني قد دعم المرابطين من أجل الرد في الميدان، وهو ما ظهر في القتالية التي لعب بها منافس الجزائر في المباراة المصيرية.

فالموريتانيون شعروا وكأنهم أهينوا في الإعلام الجزائري، من قبل “المحللين” الرياضيين في القنوات الخاصة، واتجه البعض لاحتقار موريتانيا في كرة القدم قائلا “إذا انهزمنا يتعين علينا أن ننتهي من لعب كرة القدم”، وكأنه مازال يعيش في العقود السابقة عندما كان هناك منافسين عن الكأس الإفريقية يلعبون دائما ولا يربحون، وجهل بذلك الكرة الحديثة، المتعلقة بأن الملعب هو سيد الموقف، وأن موريتانيا اليوم تلعب بنجوم يلعبون في الدوريات الأوروبية بعقلية احترافية لا انهزامية.

رد الاتحاد الموريتاني على الإعلام الجزائري

وحينها نفى الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، كل الادعائات الرائجة من طرف وسائل الإعلام الجزائرية، بخصوص دولة خارجية تكلفت بمصاريف تنقل المنتخب الموريتاني إلى كوت ديفوار، وكذلك معسكره الإعدادي لبطولة كأس إفريقيا، كما أكد أن “هذا التكفل شمل الإقامة والنقل الجوي والمستلزمات اللوجستية في ملابس ومعدات مختلفة”.

كما أكد الاتحاد الموريتاني، في بيان له، أن جميع هذه الأخبار لا صحة لها، مضيفا أنه، والحكومة الموريتانية، يعتبران تمويل المنتخب في حله وترحاله، “مسألة سيادية غير قابلة للنقاش ولا للمساومة”.

وأضاف الجهاز الوصي على الكرة الموريتانية، أنه “لن يقبل أي تدخل بخصوص نفقات المنتخب الموريتاني، سواء على مستوى إقامة المعسكرات الداخلية أو الخارجية، داعيا  الاتحادي الموريتاني، في الأخير، توخي الحذر بخصوص نشر مثل هذه الأخبار، مؤكدة أن مروجي هذه الأخبار هدفهم الأول هو التشويش على المنتخب الموريتاني”.

رياض محرز يهاجم الإعلام

الاتهامات الموجهة للإعلام الجزائري، لم تكن فقط من الجماهير التي بدورها انخرطت بشكل أو بآخر في عملية “التجييش” ضد اللاعبين والمدرب بلماضي، لكن نجم “ثعالب الصحراء”، رياض محرز بدوره حمل مسؤولية الإقصاء للإعلام معتبرا أنه “لا يمكن أن نكون تحت هذا الضغط السلبي، وكأننا نربح دائما كأس إفريقيا”.

كلام محرز على صواب، بحيث أن الإعلام الجزائري بات يعتبر منتخبه الوطني يواجه فقط فوزي لقجع والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمنتخب الوطني والجماهير المغربية، دون باقي المنافسين، ودائما يضع نفسه تارة في وضع المظلومية وتارة أخرى في مقارنة مع المنتخب المغربي وجامعة لقجع.

هذه التصريحات لن تنطلي على العالم بشكل عام، وجماهير القارة السمراء ولاعبي إفريقيا بشكل خاص، في زمن يمكن متابعة كل شيئ عبر الانترنت، بعيدا عن زمن البروبغاندا في الحرب العالمية الثانية واستخدام الإعلام والدعايات السياسية الساخرة لغرض “رفع معنوية الأمريكيين في زمن الحرب العالمية الثانية”، أو لـ”تشجيع العمال في وستنجهاوس للمحافظة على الإنتاج الحربي”، فذلك الأمر لم يعد متاحا اليوم في زمن الأنترنت، والدعاية الفارغة، لكنه بات مستعملا فقط في دولتين الجارة الشرقية، وكوريا الشمالية التي تستعمل لحدود الساعة سيارات تبث الدعاية السمعية في البلاد، وتروج لكون منتخبها ينافس على كأس اسيا المقامة حاليا في دولة قطر.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *