السفير الجزائري الجديد يصل إلى مدريد تزامناً مع تواجد ألباريس بالرباط

وصل السفير الجزائري الجديد في إسبانيا، عبد الفتاح دغموم، إلى مدريد أول أمس الخميس، لإغلاق فترة ناهزت 20 شهرا من الخلاف الدبلوماسي الناجم عن تغير موقف مدريد بشأن قضية الصحراء المغربية، كما أكدته مصادر مطلعة إلى وكالة “أوروبا بريس”.

وتزامن وصول السفير الجزائري الجديد، الذي اعتمدته الحكومة الإسبانية في 14 نونبر الماضي، مع الزيارة الرسمية التي أجراها وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الرباط، وهي الأولى التي يقوم بها في هذه الحكومة الحديثة التشكيل.

وبحسب المصادر عينها، فإنه يجب على الدبلوماسي الجزائري دغموم أن يقدم قريبا نسخة من أوراقه إلى الوزارة، وهي خطوة أولية لتقديم أوراق الاعتماد إلى الملك الإسباني فيليبي السادس.

وفي ندوة صحفية مشتركة له في الرباط، عندما سئل الوزير الإسباني عن قرار الجزائر بتعيين سفير جديد والأسباب الكامنة وراء ذلك، تجنب التحدث علنا، مكررا مرة أخرى أن الحكومة تريد “إقامة نفس العلاقة الجيدة مع الجزائر كما هو الحال مع بقية دول البحر الأبيض المتوسط والبلدان العربية، على أساس الصداقة”، مستدركاً حديثه قائلاً : “لقد مددت يدنا منذ البداية”.

وسيتولى دغموم، الذي كان هو “الرقم الثاني” في السفارة الجزائرية بإسبانيا، منصب سعيد موسي، الذي دعته الجزائر إلى إجراء مشاورات في 19 مارس 2022، وذلك بعد يوم واحد من كشف الرباط عن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس التي أكد فيها أن خطة الحكم الذاتي المغربية لعام 2007 كانت “الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” لحل النزاع المفتعل في الصحراء.

كما فتحت هذه الإيماءة، التي تركت وراءها الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة مع المغرب بسبب الموقف الإسباني فيما يتعلق بالصحراء، واستقبال زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، جبهة جديدة مع الجزائر، المؤيد الرئيسي لجمهورية “مخيمات تندوف”، مما دفع بعد ذلك، في يونيو من العام الماضي، الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى تعليق معاهدة الصداقة، الشيء الذي أدى أيضا إلى  تخفيض المعاملات التجارية بين البلدين إلى الحد الأدنى، مما ترك الصادرات الإسبانية إلى الجارة الشرقية يقارب الحد أدنى.

ومع ذلك، فإن تدفق الغاز الطبيعي، الذي تعد الجزائر أول مورد له إلى إسبانيا، لم يعاني في ذلك الوقت من أي تراجع.

وعن الاستئناف التدريجي للعلاقة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، تم الإعلان عن عودة السفير الجزائري إلى مدريد في بداية نونبر المنصرم، غير أنه ومع ذلك، أوضح دبلوماسي جزائري للأسبوعية الفرنسية “جون أفريك” أنه “على المدى القصير لا يمكن توقع استئناف (العلاقة) على مستوى ملحوظ”، محذراً في الوقت ذاته من أنه “علينا أن نعطي الوقت حتى تعود العلاقات إلى المستوى الذي كانت عليه”.

فيما أكد من جانبه، رئيس دائرة التجارة والصناعة في الجزائر العاصمة، جمال الدين بوعبدالله، لصحيفة “Tout sur l’Algerie”، أنه “كانت هناك اتصالات بين الطرفين في شتنبر في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة” وتم الاتفاق على “عودة تدريجية للعلاقات بين الجزائر وإسبانيا”.

ووفقا لرجل الأعمال الجزائري، فإن الخطاب الذي ألقاه سانشيز أمام الجمعية العامة، والذي لم يذكر فيه مخطط الحكم الذاتي المغربي، واقتصر على دعم “حل سياسي مقبول للطرفين في إطار ميثاق الأمم المتحدة وفي قرارات مجلس الأمن”، فضلاً عن الموقف الذي حافظت عليه الحكومة الإسبانية في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”، والرد الإسرائيلي اللاحق بقصف قطاع غزة، قد ساعدا بشكل كبير على استئناف العلاقات وطي أزمة الخلاف بين البلدين.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *