ما رسائل الجزائر من تعيين قنصلين جديدين بالمغرب رغم العداء الذي تنهجه؟

رغم قطعها علاقتها مع المغرب، وفي خطوة وصفت بـ”الغريبة”، قامت الجزائر خلال اليومين الماضيين، بتغيير قنصليها بمدينتي وجدة والدار البيضاء، ويتعلق الأمر بكل من تعيين هشام فرحتي، على رأس القنصلية العامة في وجدة. فيما تم تعيين بلغيث جودي، قنصلا عاما في الدار البيضاء، وهو المنصب الذي يتولى تنسيق المهام الدبلوماسية مع المغرب.

وفي هذا الجانب، يرى مصطفى القاسمي، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، أن ’’العداء الذي تكنه الجزائر للمغرب، متجذر، ويعود إلى سنة 1963، أي إلى حرب الرمال. وهذا العداء، ظلت الجزائر تواصله من أجل رد الاعتبار من جهة، ومن جهة ثانية، باعتقادها أنها قادرة على أن تهزم المغرب، بخلق الجمهورية الصحراوية الوهمية، ودعمها’’.

مواصلة معاداة المغرب

وأضاف مصطفى القاسمي، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الجزائر، لا تزال تواصل هذا العداء، فخلال سنة 1994 في أحدات فندق أطلس اسني، تبين فيما بعد تورط جزائريين فيه. ثم لا ننسى مناوراتها في دول الساحل والصحراء، من أجل إبعاد المغرب عن امتداده الإفريقي، التي ظلت لمدة طويلة تحاول السيطرة عليه، في ظل، إن صح القول، غياب المغرب عنه، لعدة أسباب’’.

وأبرز المتحدث، أن ’’الدور العدائي، تزايد خاصة مع إقرار إسبانيا بمغربية الصحراء، وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، في الوقت الذي ظلت الجزائر، وحليفتها الرئيسية، فرنسا، على نفس الخط’’.

فشل الدبلوماسية الجزائرية

واعتبر المحلل السياسي، أن ’’تعيين القنصلين، لا يمكن فصله عن التعيينات التي تمت في دول الساحل والصحراء ومالي ونيجيريا، حيث يوحي بفشل الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق الأهداف المرجوة. إذ تحاول الجزائر أن تعيد ترتيب بيتها الدبلوماسي، من أجل تحقيق الفعالية في عملها الدبلوماسي’’.

وسجل المختص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن هذا التعيين “لا يعدو إلا أن يكون تكتيكا جديدا، يوحي بالتغيير في موقف الجزائر، وبداية صفحة جديدة، والأمر غير ذلك، فهو نوع من التمويه، لما تهدف إليه في خطتها المقبلة، وهي عرقلة المسار المغربي’’.

عرقلة المشروع الملكي

وأوضح مصطفى القاسمي، أن ’’الجزائر تعول على التشكيلة الدبلوماسية الجديدة، في كل من المغرب، ودول الساحل، من أجل عرقلة المشروع الملكي للربط بين المغرب وأوروبا، عبر ميناء الداخلة، خصوصا أن دول الساحل والصحراء، رحبت به، وأبدت موقفها الإيجابي منه’’.

وخلص المحلل السياسي، إلى أن ’’الجزائر، وفرنسا التي تظهر بوجهين، وجه مكشوف، وهي رغبتها في إعادة العلاقات المغربية الفرنسية إلى وضعها السابق، ووجه خفي، تحت لواء الجزائر، من أجل الحد من نفوذ المغرب، والحيلولة دون أن يكون دولة صاعدة قوية، لأن ذلك يسير في اتجاه ،ولصالح إسبانيا، وهذا يزعجها’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *