30 في المائة من الأطباء المغاربة يهاجرون سنويا.. وتخوفات من تفاقم الخصاص (تقرير رسمي)

أفاد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن ‬نسبة‭ ‬التأطير‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬بلغت سنة ‬2022 ‬حوالي‭ ‬1‭.‬7‭‬ مهني‭ ‬صحة‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬نسمة، وأنه ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬توقعات‭ ‬النمو‭ ‬الديمغرافي‭ ‬بالمملكة،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭” ‬يتفاقم‭ ‬الخصاص‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬مهنيي‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة”.

وفي هذا الصدد، أوضح المجلس في ملخص التقرير السنوي لسنة 2022، أن‭ ‬”هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬التغطية‭ ‬التي‭ ‬توصي‭ ‬بها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية، والتي تبلغ 4.45 مهني‭ ‬صحة‭ ‬لكل 1000 نسمة، وأنها في ضوء توقعات النمو الديمغرافي في المملكة، من المتوقع أن يتفاقم الخصاص في أعداد مهنيي الصحة في عضون السنوات المقبلة”.

وأبرز المصدر ذاته، أنه بحسب‭ ‬معطيات‭ ‬حديثة،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭” ‬يفقد‭ ‬سنويا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬600‭ ‬و700 ‬طبيب‭)‬ة‭(‬، أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل 30 في المائة من الأطباء المكونين حاليا. وتهم هذه الهجرة جميع الفئات، لا سيما الأطباء المتخصصين والأساتذة وحتى طلبة الطب”.

وأضاف المجلس، أنه “وعيا‭ ‬منه‭ ‬بالحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬المهنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬عملت‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬المختصة‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬مدة‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‬6‭ ‬ سنوات”، مشيرا إلى ‬أن‭ ‬”هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬يظل‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الخصاص‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال”‭.‬ وذكر المصدر نفسه، أن “هذا‭ ‬التشخيص،‭ ‬أبرز أنه‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬مباشرة‭ ‬تفكير‭ ‬معمق‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬حكامة‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجاوز‭ ‬الاختلالات‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬تعتريه”.

وفي‭ ‬السياق ذاته،‭ ‬اقترح‭ ‬المجلس‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الاستباقية‭ ‬والمبتكرة‭ ‬الملائمة‭ ‬للسياق‭ ‬المغربي،‭ ‬غايتها‭ ‬”معالجة‭ ‬تلك‭ ‬الاختلالات‭ ‬وتيسير‭ ‬تثمين‭ ‬كفاءات‭ ‬مهنيي‭ ‬القطاع‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بهم‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة”، من قبيل ‬”تعزيز‭ ‬إمكانيات‭ ‬التناوب‭ ‬والحركية‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬مهنيي‭ ‬الصحة‭ ‬بالمجالات‭ ‬الترابية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬الخصاص‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الصحية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬بإيجابية‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬الصالح‭ ‬العام”.

كما اقترح ضرورة “إرساء‭ ‬نظام‭ ‬للرفع‭ ‬التدريجي‭ ‬والممنهج‭ ‬لأجور‭ ‬مهنيي‭ ‬الصحة،‭ ‬وتعزيزه‭ ‬بتعويضات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأداء‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بكفاءاته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع، مع تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬ومهارات‭ ‬المهنيين‭ ‬الممارسين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحداث‭ ‬جسور‭ ‬بين‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬تمكن‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الترقي‭ ‬الوظيفي”.

إلى جانب “توسيع‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالشهادات‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬مؤسسات‭ ‬التكوين‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الممرضات‭ ‬والممرضين،‭ ‬وذلك‭ ‬لتصبح‭ ‬معادلة‭ ‬للشهادات‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬مؤسسات‭ ‬التكوين‭ ‬العمومية،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات”‭.‬

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *