هل سيدوم مسلسل احتجاجات 2022 السنة المقبلة؟

أين هي الدولة الاجتماعية؟ لا لغلاء الأسعار! لا للتهميش! هي عبارات ضمن أخرى، تكررت هذه السنة بقوة في المغرب. 2022 سنة اتسمت بمحطات مهمة، أبرزها مسلسل الاحتجاجات المتواصلة، خاصة بعد إصدار قانون مالية 2023، الذي استفز فئات وقطاعات متعددة.

شعار الدولة الاجتماعية

احتج الناشطون والنقابيون المغاربة والمواطنون من فئات مختلفة، أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط، وفي مختلف المدن والمناطق، في الشوارع وأمام المستشفيات وأمام الوزارات، رفضا لـ”غلاء الأسعار، ولضرب القدرة الشرائية للمواطنين”، وتنديدا بـ”عجز الحكومة وبمضامين قانون مالية 2023″، داعين إياها إلى “الوفاء بشعار الدولة الاجتماعية الذي تبنّته”.

2022، سنة تميزت بمجموعة من المحطات المهمة التي ساهمت في تحريك عدد من القطاعات، يكشف، أحمد شقير، باحث في العلوم السياسية، مبرزا، أن “المغاربة لم يتعافوا بعد من جائحة كورونا، ليقعوا في أزمات متتالية، خاصة ما خلفته الحرب الروسية الأوكرانية، وما ترتب عنها من لهيب في أسعار المحروقات، إضافة إلى تداعيات الجفاف، وخصاص الموارد المائية، التي وصلت فيها نسبة حقينة السدود لمستوى مقلق”.

جيوب المغاربة تستنجد 

وأشار شقير في تصريحه لـ“بلادنا24”، إلى أن “كل هذه الحيثيات، أثرت سلبا على النظام الفلاحي، خصوصا أن المغرب بلد فلاحي، وهذا القطاع يشغل نسبة كبيرة من المغاربة، الشيء الذي كان لديه انعكاس سلبي سواء على الفلاحة أو المواطنين، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار”.

وكشف المتحدث، أن “القدرة الشرائية للمواطنين تضررت بشكل كبير، خاصة أنها لم تواكب بتدابير من طرف الحكومة التي كان من الممكن أن تحتوي هذه التأثيرات، باستثناء الدعم المقدم لمهنيي النقل وبعض المواد الأساسية”.

ما بعد قانون مالية 2023 

وأضاف شقير، أن “الاحتجاجات هذه السنة تميزت عن السنوات الماضية بحدتها وبأعداد المحتجين، فقد خرجت إلى الشارع مجموعة من الفئات التي لطالما عرفت باحتجاجاتها، مثل الأساتذة والأطباء، كما انضافت إليهم لائحة من المتضررين، كما هو الحال بالنسبة للمهن الحرة التي خرجت للاحتجاج منددة بمضامين قانون مالية 2023”.

وشدد شقير، على “أهمية وضرورة استيعاب الحكومة للمطالب الشعبية، وأخذها بعين الاعتبار”، وتابع، “الجديد في الاحتجاجات هذه السنة أيضا، أنها شملت قطاعات وفئات أوسع، نظرا لتنامي قطاع المهن الحرة، الذي أدى لتزايد أعداد النقابات والفيدراليات التي أصبحت تمثل مجموعة من الفئات”.

وأردف المتحدث، “من المتوقع جدا أن تستمر هذه الاحتجاجات، نظرا لاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، إذ سيضل مسلسل الاحتجاجات ساريا لمدة أطول في المغرب”.

بلادنا24ـ حنان الزيتوني 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *