هل بالغت الأمهات بانتظار أبنائهن أمام مراكز الامتحان؟

مع انطلاق امتحانات الباكالوريا سنويا، يعود العديد من مستعملي منصات “السوشال ميديا”، بذاكرتهم، إلى الوراء، للوقوف على أوجه الاختلاف بين الأجواء والظروف التي كانت تمر فيها امتحانات الأجيال السابقة، والجيل الحالي.

وفي هذا السياق، وجد العديد من هؤلاء في صور جرى تداولها، قبل أيام، على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، لأمهات ينتظرن أبنائهن وبناتهن خارج مراكز الامتحانات، أحد الأدلة على أن الأم المغربية ما زالت وفية لمسؤولياتها الأسرية، وعلى وجود اختلافات كثيرة بين جيل الأمس واليوم، من ناحية الاستقلالية، والاعتماد على النفس، وقوة الشخصية.

وإذا كان تلاميذ الأمس، بحسب بعضهم، قد حققوا التفوق الدراسي بأدنى نسبة اهتمام مادي ومعنوي من طرف الوالدين، فإن الجيل الحالي يحظى برعاية “مبالغ فيها”، تكون لها انعكاسات سلبية في الغالب على حياته ما بعد مرحلة الباكالوريا.

وفيما نوه متفاعلون مع الصور سالفة الذكر، بمجهودات الأمهات لتوفير الظروف الملائمة لفلذات أكبادهن من أجل النجاح في دراستهم، اعتبر آخرون أن الأمهات بالغن في التعبير عن مشاعر الحنان والاهتمام لأبنائهن خلال فترة اجتياز الامتحانات، “والشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده”.

وتفاعلا مع هذا النقاش، قال علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، مكلف بالإعلام والتواصل، في تصريح لـ”بلادنا24“، “في مجتمعاتنا العربية بالخصوص، تعتبر صورة الأم المرافقة للابن في الأيام الصعبة عادية جدا، بالنظر للدور المحوري الذي تقوم به في تنشئته وتربيته، ووجودها هو بمثابة دعم نفسي له، فهي مصدر قوة في كل الأحوال، ولا يمكن الاستغناء عنها”.

وتابع فناش، قائلا: “في أيام الامتحانات وقبلها خلال الاستعداد لها، نجد الأم هي المشرفة على كل العمليات المتعلقة بالامتحان، لكون الأب غالبا ما يكون منشغلا بعمله ولا يجد الوقت الكافي لمتابعة أبنائه. هذا من جانب، ومن جانب آخر وحسب إحصائيات مديرية التخطيط والإحصاء، فإن ما يزيد عن 60 في المائة من النساء لا يشتغلن، يعني ربات البيوت، مما يجعلهن متفرغات لمرافقة أبنائهن وبناتهن في مثل هذه الظروف”.

ولفت الفاعل الجمعوي، إلى أن “ظروف الامتحان تكون صعبة على الأسر، لكن لا يجب التهويل فيها وجعلها محطة حساب وتوتر، يصبح معها المترشح لهذه الامتحانات يعيش تحت الضغط خوفا من الرسوب”، وفق تعبيره.

وأوضح المتحدث، أن الأمهات في الكثير من الأحيان يرافقهن أولادهن لأسباب اجتماعية كثيرة، من بينها “لإظهار أن لها ابنا او بنتا في مستوى الباكالوريا، وهذا نعتبره تفاخرا أمام قريناتها وأمام الجيران، وللشعور بتحقيق الهدف معتقدة أن الحصول على هذه الشهادة هو باب العمل، خصوصا في الأوساط الهشة، وبنسبة قليلة، للمؤازرة النفسية، وهذا ما يمكن أن يكون عاملا في النجاح”.

وحذر المسؤول التنظيمي بالهيئة المدنية سابقة الذكر، من إفراط الأمهات في التواجد بشكل يومي أمام مؤسسات اجتياز الامتحانات، معبرا عن ذلك بالقول: “في المقابل يمكن أن نعتبر هذا الحضور اليومي أمام الثانويات مبالغا فيه لكونه غير محبد، سواء من طرف الابن نفسه، الذي يعتبر نفسه راشدا ومستقلا، ولكونه يكون غالبا مرفقا بنوع من الضغط والتهديد في أحيان أخرى، وهذا ما يجعله عاملا في الرسوب، وفي كل الأحوال يبقى دور الأم أساسيا في الظروف الصعبة كلها، وليس خلال الامتحانات فقط”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *