نعمان لحلو: مهنتي الموسيقى وليست الشهرة.. ومواضيعي لن تجلب مشاهدات عالية

يعد الفنان نعمان لحلو، من الفنانين المدافعين عن التراث المغربي في أعماله، وذو مسار موسيقي مختلف، كما يعرف بجرأته وصراحته، التي تخلق له أحيانا مشاكل في الوسط الفني، إلى جانب خلافات مع زملائه الفنانين، خاصة المنتمين إلى الجيل الجديد.

وفي حوار له بإحدى البرامج العربية، الذي أجراه مؤخرا، تحدث نعمان لحلو عن رؤيته الفنية، وعن اختياراته الموسيقية، معربا: “مهنتي هي الموسيقى وليست هي الشهرة، هذه الأخيرة بالنسبة لي مجرد سراب، وإذا كنت تطارد عدد المشاهدات فقط، ستضيع موضوعك الأصلي الذي تتميز به”.

مسترسلا: “أنا اخترت العيش بأمريكا لسنوات، وانتقلت إلى مصر في بداية التسعينات، لأقرر الرجوع إلى المغرب بعد ذلك، بالرغم من أن بعض أصدقائي من بينهم الفنانة سميرة سعيد، حاولوا إقناعي أنه قرار مجنون، لكنني أفضل أن أكون حقيقة صغيرة على أن أكون ظلا كبيرا”.

وأشار الفنان، أن النمط الموسيقي الذي ينتمي إليه يتسم بـ”الواقعية”، مضيفا: “أنا أغني عن الإنسان، أطفال الشوارع، الأنتربولوجيا، الهجرة السرية وغيرها من القضايا الهامة. وأنا أعي تماما أن هذه المواضيع لن تجلب مشاهدات عالية، لكنه اختياري الفني فقط”.

وفي السياق ذاته، تطرق المتحدث، إلى الواقع المعيشي اليوم، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب، الذي جسده في آخر إصداراته بعنوان “حياتنا كيف ولات”.

وأعرب نعمان، أن الأغنية هي بمثابة “إثبات حالة، والفرق الصارخ بين ما كنا نعيشه، وبين ما نعيشه اليوم”، قائلا: “أتكلم من خلال الأغنية مع روح أمي، أقول لها أن صلة الرحم أصبحت في مواقع التواصل الاجتماعي وكل شيء تغير عن السابق، وفي المقابل أخبرها أن هذا عصرهم ويجب تقبل ذلك”.

ومن جهة أخرى، أوضح نعمان لحلو، المقصود من أحد تصريحاته السابقة المثيرة للجدل حول الأغنية المغربية، حيث قال: “لا توجد أغنية مغربية بل أغنية في المغرب فقط”، معتبرا أنه في ظل العولمة الثقافية، “أصبحنا نتشابه فيما بيننا”.

وتابع نعمان حديثه، معبرا: “الكل أصبح يريد الدخول في قالب متشابه، لكن في نفس الوقت أعتبر أن الفن الموسيقي يجب أن يبقى كما هو اليوم ليعكس حياتنا السوسيوثقافية كما هي بإيجابياتها وسلبياتها. فننا اليوم يشبهنا ونشبهه، إلا من رحم ربي، هناك بعض النماذج القليلة التي أظن أنني منهم الذين يريدون أن يسبحوا ضد التيار”.

وذكر نعمان لحلو أنه يعترف بمختلف الفنانين الشباب الذين حرصوا على إيصال اللهجة المغربية إلى العالم العربي والعالم، من قبيل الفنان سعد لمجرد، أسماء لمنور، وغيرهم، مشددا أنه اختار أن يتجه في مسار مغاير عن هؤلاء، إذ فضل تحقيق نجاح محلي أكثر من العربي، ولو كان ذلك على حساب الشهرة، إلى جانب تسليط الضوء على مواضيع اجتماعية.

وأشار الفنان، إلى أنه يرفض الحفلات الخاصة، ويفضل أن يشاهده الجمهور في المسارح الكبرى أو دار الأوبرا، محافظا على اختلافه وخصوصيته، وليس الهدف هو خلق “البوز”، لكن تعبيرا عن ذاته وكيانه، سواء من ناحية الفن أو الأفكار.

وفي سياق متصل، أكد نعمان لحلو، أنه لا يفكر في إرضاء الجمهور، سواء المغربي أو العربي، عند إنتاجه لأعماله الموسيقية، معربا: “إذا أعجب الجمهور بأحد أعمالي سأكون سعيدا، لكن إذا وقع العكس سأحتفظ بنسختي. وبخصوص صعوبة اللهجة المغربية بالنسبة للعرب، يجب أن يقوموا بمجهود صغير لاستيعابها والاهتمام بثقافتنا أكثر كما نفعل نحن”.

كما وجه الموسيقار رسالة إلى الفنانين المغاربة الذين يقدمون أعمالا بلهجات أخرى، قائلا: “أنت فنان ومنتشر في الشرق، يمكنك الغناء بأي لهجة تريد لكن لا تنسى لهجتك المغربية، لأن اللغة ليست وسيلة للتخاطب فقط بل تعبر عن فكر وعن حضارة وعن هوية، لذلك غني ما شئت لكن لا تنسى من تكون”.

وأردف الفنان نعمان لحلو حديثه، خلال اللقاء، بإبداء رأيه حول إمكانية فتح الحدود بين المغرب والجزائر، نظرا للتاريخ الذي يجمع البلدين، بالرغم من الخلافات التي شهداها في الآونة الأخيرة، معبرا: “بالتأكيد البلدان يحظيان بأشياء كثيرة مشتركة، من بينها انصهار ودم مشترك، إضافة إلى زيجات وتقاليد مشتركة، لا أريد الدخول في الانتقادات والسياسة، لكن المشكل بيننا سياسي فقط ،أما الشعوب سوف تبقى، هذا ما أشرت إليه من خلال أغنيتي بيني وبينك الحدود، فهي عبارة عن قصة حب بين جزائرية ومغربي، يحبان بعضهما البعض وتفرقهما الحدود”.

وخلال إحدى فقرات البرنامج، أعرب لحلو أن الفنان سعد لمجرد، أول فنان اشتغل أكثر لإيصال اللهجة المغربية إلى الخارج، أكثر من الفنانة سميرة سعيد رغم تجربتها وتاريخها الكبيرين.

وفي ختام الحلقة، كشف الموسيقار، أن الفنان الذي يفضل التعاون معه فنيا بمصر، هو الفنانة شيرين عبد الوهاب، معتبرا أنها مطربة العرب الأولى، بغض النظر عن حياتها الشخصية وما أثارته من جدل مؤخرا.

جدير بالذكر، أن نعمان لحلو، خلق جدلا واسعا خلال الفترة الأخيرة، بأحد تصريحاته “الصادمة”، التي يتهم فيها جيل الموسيقى الحديثة بانعدام الموهبة والصوت، مشيرا لاعتماد العديد منهم على برنامج تعديل الصوت “الأطوتين”، وتأثرهم بالأنماط الموسيقية الشرقية، مما دفع الكثير من الفنانين إلى الخروج عن صمتهم والدفاع عن فنهم، أبرزهم حاتم عمور، الذي اعتبر أن نعمان لحلو، بدوره، يعد أول من استلهم ألحانه وموسيقاه من الفن الشرقي والخليجي.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *