مونديال 2030.. أثر اقتصادي ورياضي ينتظره المغرب من التنظيم

بعد انتظار طويل ناهز الثلاثين سنة، أعلن الديوان الملكي في بلاغ له أمس الأربعاء، عن احتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030، في ملف مشترك لأجل احتضان المونديال رفقة إسبانيا والبرتغال.

وجاء في بلاغ الديوان الملكي، أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يزف بفرحة كبيرة للشعب المغربي خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم”.

ويمثل “هذا القرار إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى. وبهذه المناسبة، أعرب جلالة الملك عن تهانئه لمملكة إسبانيا وجمهورية البرتغال، مجددا جلالته التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة”، يضيف بلاغ الديوان الملكي.

مشروع مغربي منذ التسعينات

وفي تصريح لقناة “بيين سبورت” القطرية، قال الخبير الاقتصادي منصف اليازغي أن “المغرب يترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم منذ سنة 1994، ونيله شرف استضافة مونديال 2030 تأكيد على مساره الأخير في 15 سنة الأخيرة على المستوى الرياضي والكروي، وهو ماتم تأكيده في مونديال  قطر الأخير”.

وبالنسبة للملف المشترك، أكد الخبير في السياسات الرياضية، أن “المغرب تقدم لاستضافة المونديال منذ أن كان يلعب بـ24 منتخب، ثم تقدم مع رفع العدد إلى 32 منتخب والآن 48 منتخب، إذ اتضح أن أكبر الدول يصعب عليها استضافة كأس العالم بهذا الكم من المنتخبات، لذا أصبح الملف المشترك أمرا حتميا”.

وشدد منصف اليازغي، أن “المغرب يشكل ورقة رابحة بالنسبة لإسبانيا والبرتغال، حيث يمتاز بعمقه الإفريقي، بالإضافة إلى قربه الشديد من أوروبا، كما أن المغرب قام بتشييد ملاعب كبرى حتى بعد أن فشل في استضافة مونديال 2010”.

وأضاف الخبير الرياضي، أن “المغرب خلق صورة طبية له على المستوى العالمي من خلال استخدام الرياضة كقوة ناعمة، فليس من الضروري أن تكون مزعجا على مستوى الساحة السياسية، وتدخل في حروب لإبراز صورتك على المستوى العالمي، بل بإمكانك العمل على ذلك من خلال الرياضة، وهو ماقام به المغرب”.

عائدات اقتصادية متوقعة

وتظهر الأرقام الخاصة بمستضيفي النسخ السابقة من كأس العالم، تحقيق هذه الدول عائدات اقتصادية مهمة، إذ رصدت تقارير إخبارية استقطاب قطر حوالي 40 مليون سائح في السنوات المقبلة نتيجة استضافتها لكأس العالم، خاصة أنها استقبلت 1.2 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم لمتابعة مباريات البطولة بمشاركة 32 منتخبا، وفقا للجنة المنظمة.

وبالنسبة للعوائد المالية المباشرة من البطولة، تفيد نفس التقارير، أن قطر سجلت 8 مليارات دولار، فيما تفيد توقعات بأن العوائد الاقتصادية طويلة الأجل بين عامي 2022 و2035 ستسجل 9.9 مليارات دولار، إضافة إلى توقعات بنمو الاقتصاد القطري بنسبة 3.4 بالمئة عام 2022-2023.

بالمقابل، سجلت جنوب إفريقيا، والتي كانت المستضيفة الأولى لكأس العالم على مستوى القارة الإفريقية، عائدات مهمة على مستوى سوق العمل، إذ أعلنت حكومة جنوب إفريقيا أن حوالي أربعمائة ألف شخص وجدوا فرصة عمل خلال المونديال، ما انعكس على مستوى العائدات الضريبية التي ارتفعت إلى حوالي عشرين مليار دولار، والتي أضيفت إلى إيرادات المجال السياحي.

تطور البنيات التحتية الرياضية

وبخصوص الملاعب الرياضية التي ستحتضن كأس العالم والتحسينات التي سيتم إضافتها، أعلن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تصريح إذاعي، أن “المدن المغربية التي ستحتضن نهائيات كأس العالم 2030، والتي تم الحسم في ستة منها، وهي الرباط، طنجة، الدار البيضاء، أكادير مراكش، وفاس، في حين لا يزال التشاور في المدن الأخرى الني ستنال هذا الشرف، مؤكدا أنه لم يتم الحسم في هوية البلد الذي سيحتضن مباراة الافتتاح”.

وأضاف لقجع، “تنظيم كأس العالم 2030 سيعود بالنفع على المغرب في جميع القطاعات، على رأسها البنيات التحتية التي ستكون استثنائية، وكذا القطاعات الأخرى كالصحة والاقتصاد، كون أن المثيرة سترتفع مع مرور السنوات قبل الموعد، المونديالي”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *