مغاربة مليلية غرباء في وطنهم ينتظرون فتح المعابر الحدودية

بلادنا 24: كمال لمريني

يعيش مغاربة مدينة مليلية المحتلة، الغربة في وطنهم، إذ أصبحوا عالقين وراء الأسلاك الحديدية المحيطة بالمدينة، وينتظرون إعلان السلطات الإسبانية فتح معبر “باب مليلية”، لكي يتمكنوا من السفر إلى مدينة الناظور، للقاء أفرادهم وذويهم، بعد أن ظلوا عالقين في المدينة السليبة لمدة تزيد عن عامين.

وفي هذا الصدد، قال عدد من مغاربة المدينة المحتلة في تصريحاتهم ل”بلادنا 24″، أنهم يترقبون اليوم الذي سيتم فيه فتح المعبر الحدودي، إذ سئموا الغربة في وطنهم الذي لا يبعد عن مدينة الناظور سوى ببضع أمتار.

وأفادوا أن الغربة التي يشعرون بها في مدينة مليلية هي من دفعتهم إلى الإحتجاج على السلطات الإسبانية في معبر “باب مليلية”، من أجل مطالبة الحكومة المحلية بالتعاطي مع مطالبهم بالجدية اللازمة، في وقت لم يتم فيه الإعلان عن تاريخ إعادة فتح معبر المدينة المحتلة.

ومن جانبه، يرى عبد الحميد عقيد، وهو واحد من أبناء مدينة مليلية، أن تجاهل السلطات الإسبانية هو ما دفع بالعشرات من المقيمين بالمدينة، إلى تنفيذ وقفة احتجاجية بالمعبر الحدودي في المدينة السليبة، للمطالبة بفتح المعابر المغلقة منذ يوم 23 مارس من سنة 2020.

وأوضح المصدر ذاته، أن مسلمي مدينة مليلية مستاءون من قرار إغلاق الحدود، لاسيما وأنهم يرغبون في الذهاب إلى مدينة الناظور لقضاء شهر رمضان رفقة ذويهم.

ويحكي مغاربة مليلية، أنهم يعيشون وضعا استثنائيا في المدينة، إذ لا يعرفون إن كانوا مغاربة أو إسبان، علما بأن هذه المدينة تقر الجغرافيا بأنها مغربية غير أنها تخضع للسلطات الإسبانية، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالغربة في وطنهم.

وكشف هؤلاء، أن المدينة أصبحت شبه خالية، بعد أن قرر عدد كبير من قاطنيها السفر إلى إسبانيا والإستقرار هناك، بعد أن تحولت إلى مدينة أشباح، وانخفضت بها الحركة بشكل كبير عكس السنوات السابقة التي كانت فيها المعابر الحدودية مفتوحة في وجه الجميع، وهو ما حتم على المغاربة التكيف مع الوضع، لاسيما وأن كل ما يربطهم بالمدينة هو أبناؤهم الذين يتابعون الدراسة بالمؤسسات التعليمية الإسبانية.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه مغاربة المدينة السليبة قرار فتح معبر “باب مليلية”، تعمل السلطات المغربية على وضع ترتيباتها لإعادة فتح المعبر الحدودي، إذ قامت بتنظيف المعبر، فضلا عن إصلاح المصابيح، وصباغة الأرصفة، فيما استقدمت عناصر شرطة الحدود والجمارك، استعدادا لفتح المعبر الحدودي.

ويُشكل المغاربة القاطنون بمدينة مليلية المغربية المحتلة نسبة أزيد من 50 في المائة من مجموع سكان المدينة، والذين يبلغ عددهم أزيد من 87000 ألف نسمة، حيث يتوزعون على طبقات، فهناك من يملك بطاقات الهوية الإسبانية وهناك من يملك بطاقة الإقامة وآخرون لا يتوفرون على أي شيء.

وتفتقر الأحياء التي يسكنها المغاربة بالمدينة المحتلة، إلى مجموعة من المرافق الإجتماعية والترفيهية، وهي عبارة عن منازل متآكلة الجدران وآيلة للسقوط بعكس الأحياء التي يسكنها الإسبان والتي تتوفر فيها كافة الضروريات والكماليات وتعتبر بالنسبة إلى المغاربة “جنة النعيم”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *