ياسر مكوار لم يخلف زلزال الحوز خسائر كبيرة في الأرواح والمرافق الأساسية فقط، بل شملت مخلفاته أضرارا كبيرا على مستوى المآثر تاريخية بمدينة مراكش، وبمنطقة الحوز عامة، حيث يقع مسجد “تينمل” أو المسجد الأعظم، الذي محى الزلزال جزء كبير من واجهته.
وفي هذا الصدد، قال جمال أبو الهدى، مسؤول البنايات التاريخية والتراثية بمديرية الثقافة لجهة مراكش لـ”بلادنا24″، أن “الزلزال خلف تصدعات على مستوى مجموعة من البنايات التاريخية بمدينة مراكش، خاصة على مستوى أحياء تاريخية مثل الملاح، وكذلك بالنسبة للأسواق العتيقة، كما أنه لم يتم إلى حدود اللحظة التوصل بإحصاء دقيق لعدد البنايات المتضررة، في انتظار زيارة سيعكف عليها مجموعة من الخبراء بوزارة الثقافة بمعية خبراء من اليونيسكو، وقد عرفت الوزارة اجتماع اليوم الاثنين بخصوص الموضوع، لم يتم الكشف إلى الآن عن كافة مضامينه”.
وأضاف مسؤول البنايات التاريخية بمراكش، أن “وزارة الثقافة بمعية السلطات المحلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تعمل على استراتيجية لإعادة ترميم البنايات التاريخية”.
وبخصوص مسجد تينمل، أوضح جمال أبو الهدى، “جزء كبير من المسجد تعرض للتدمير، إذ كان المسجد يخضع للترميم لحظة وقوع الزلزال المدمر، مما أدى إلى تضرره بشكل كبير”.
وحول مسجد الكتبية الواقع وسط مراكش، أشار مسؤول البنايات التاريخية بالمدينة، أن “الصومعة لم تتضرر باستثناء التشققات التي كان موجودة منذ مدة وليست وليدة الزلزال، أما على مستوى المسجد فهناك تصدعات بالجدار الموجود بجانب المحراب، وكذلك تضرر السور الخارجي المحيط بالمسجد”.
وفيما يتعلق إقليم الحوز بشكل عام، ذكر المدير الجهوي لقطاع الثقافة، حسن الهرنان في تصريح لموقع “اليوم السابع” المصري، أن “العمليات التفقدية للمديرية الجهوية للثقافة قد همت مواقع تاريخية ومآثر، من قبيل: تينمل، أغمات، قصر البحر، دار السلطان، قبور السعديين، القبة المغربية، مزار مولاي يوسف، والقزادرية، ومعظم المواقع الأخرى في مراكش وآسفي أيضا، على أن تعكف على إجراءات ستحدد بالضبط مستوى التدخلات التي تتطلبها المواقع المتضررة”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ”يونيسكو”، قد أعلنت أنها تلقت أنباء عن وقوع أضرار بالغة بمسجد تينمل، كما أنها تلقت مقترحات بإدراجه ضمن مواقعها للتراث العالمي، وأشارت إلى أنها ما زالت تنتظر إرسال فريق لتقييم الأضرار.
