ما دلالات الرسائل الملكية إلى قادة دول الخليج؟

بعث الملك محمد السادس، برسائل خطية سلمها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وقبلها كان الملك محمد السادس قد أرسل رسالة خطية إلى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، كما بعث الملك محمد السادس برسالة خطية إلى  الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

وقد تمحورت هذه الرسائل الموجهة إلى قادة الدول الخليجية، حول طبيعة العلاقات الثنائية بين المغرب وكل من الإمارات وقطر والسعودية، وسبل النهوض بالعلاقات الثنائية.

وفي هذا الصدد قال هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، في تصريح لـ”بلادنا24،  أنه “من الملاحظ أن من حمل الرسالة وسلمها هو وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وهو ما يؤكد أن بعد الرسالة مرتبط بالدبلوماسية والسياسة الخارجية للمغرب، كما أن حضور فوزي لقجع إلى جانب وزير الخارجية المغربي يحيل إلى احتمالين اثنين، إما أن موضوع الرسالة لها شق مرتب بالأمور المالية لكون فوزي لقجع يحمل صفة الوزير المنتدب لوزارة المالية و الاقتصاد المكلف بالميزانية، أو أن حضوره بقبعة رئيس ملف الترشح المغربي لاستضافة كأس العالم يحيل أن موضوع الرسالة مرتبط بحشد الدعم المالي و السياسي لملف الرباط”.

وأضاف الخبير في العلاقات الاستراتيجية، أن “استقبال الوفد المغربي من طرف كل من وزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء نيابة عن ولي العهد السعودي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى نائب أمير قطر نيابة عن أمير البلاد يترجم التوجه السيادي للرسالة ومحتواها الاستراتيجي المتعلق مباشرة بتوجهات الدولة السيادية”.

وحول السياق الذي أتت فيه هذه الرسائل الملكية، قال نفس المتحدث، أن “الرسائل الملكية تأتي أيضا في ظل تحولات جيوستراتيجية وتطورات جيوسياسية جد دقيقة تمر منها المنطقة، فهناك رهانات قمة النقب والانقلابات العسكرية في إفريقيا والدعم الدولي الذي يحضى به مقترح الحكم الذاتي المغربي بخصوص ملف الصحراء المغربية، بالإضافة إلى الدور المهم والحيوي الذي يسعى المغرب للعبه في ملف القضية الفلسطينية على خلفية استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية”.

وأوضح المختص في العلاقات الدولية، أن “هناك علاقات استراتيجية جد وثيقة تجمع الدولة المغربية بنظيرتها الخليجية، والعلاقات المتميزة جدا التي تجمع العائلة الملكية المغربية، مع العائلات الحاكمة في الخليج العربي يجعل من بروتوكول بعث الرسائل الملكية حدث سياسي ذو خصوصيات تتعدى التأويلات السياسية والتحاليل الدبلوماسية، لأن ما يجمع الرباط بالعواصم الخليجية يتعدى مجرد علاقات دول وتعاون مؤسسات دبلوماسية وسياسية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *