لقاء بنموسى بـ”مؤثري” الإنستغرام يُعيد جدل “التفاهة”.. ومصدر بالوزارة: “اللقاء حضره جامعيون”

أثار اللقاء الذي جمع وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى ببعض نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، أو كما يسميهم البعض بـ”المؤثرين”، حفيظة رواد المواقع وأساتذة “الكونطرا”، متسائلين عن موقعهم وصفتهم لتقديم اقتراحاتهم لإصلاح منظومة التعليم.

وبهذا الخصوص، كشف مصدر مطلع داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لـ”بلادنا24” عن خلفية اللقاء قائلا: “جرى اللقاء في إطار انفتاح الوزارة على جميع فعاليات المجتمع، ونحن لا نقوم بالإنتقائية، بل نتبنى مقاربة تشاركية في جميع الخطوات”، وتساءل: “لماذا لا ننفتح على هؤلاء الشباب؟ ومن حضر منهم أساتذة جامعيين، ومقاولين شباب، وفاعلين جمعويين لم يظهروا في الصورة”.

وأردف قائلا: “أنا أرفض تسميتهم بالمؤثرين، هم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والوزارة لا تبحث عن التأثير، أو أبواق لترديد موقفها، كما أن هذا  اللقاء يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التي سوف تنعقد مع المجتمع المدني، وجميع الفاعلين الاقتصاديين، والتربويين، والاجتماعيين وغيرهم”.

وأضاف: “المدرسة مسؤولية الجميع، ونحن نريد مدرسة عمومية بجودة عالية لجميع المغاربة، وباب الحوار مفتوح لكن أعضاء التنسيقية يرفضون الإجتماع، وكل يوم أربعاء هناك اجتماع لأطر الموارد البشرية بالوزارة مع النقابات الأكثر تمثيلية الذين يشتغلون في إطار النظام الأساسي الموحد”.

وواصل حديثه مع “بلادنا24” قائلا: “هناك اجتماعات مستمرة مع مفتشين وأساتذة، وكذلك أصحاب التنسيقية مرحب بهم لكنهم يرفضون الحوار”.

واستطرد قائلا: “الوزير استقبل يوم أمس مفتشين، كما استقبل جمعية الآباء وأولياء التلاميذ الأسبوع الماضي، فالوزارة تنفتح على الجميع، وليست حكرا على أحد، ويجب ألا نبخس من قيمة هؤلاء الناشطين، فهم لديهم قاعدة جماهيرية على مستوى التواصل الاجتماعي، ويجب أن ننفتح عليهم”.

وتعليقا على استقبال وزير التعليم لبعض “المؤثرين”  عبر وسائل التواصل الإجتماعي والإستماع لرؤيتهم لواقع المدرسة العمومية واقتراحاتهم في هذا الشأن، تساءل عضو لجنة الإعلام الوطنية من خلال حديثه مع “بلادنا24” قائلا: “ما هي الغاية من استقبال هؤلاء ؟ و ما موقعهم الفعلي علاقة بالمدرسة العمومية؟”.

واستشهد محمد بوسريد بفقرة من كتاب نظام التفاهة للفيلسوف الكندي آلان دونو قائلا: “العارفون لا يطلبون الدعم من غير العارفين؛ كل ما يحتاجون إليه منهم هو أن يكفوهم عبء إرباك المشهد بتدخلاتهم غير المستنيرة، حتى وإن كانوا حسنيي النية.” مضيفا باستغراب ” ما موقع هؤلاء وما هي صفتهم الأكاديمية والسياسية حتى ينصبوا أنفسهم في موقع الاقتراح؟”.

ويأتلف رأي عضو لجنة الإعلام الوطنية مع أفكار دونو الذي حدد بشكل دقيق دور المؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي على حد وصفه قائلا: “المؤثر هو ذلك الشخص القادر على جعل التفاهة أداة لهدم العلم، والقيم الأخلاقية عبر تحريف كل شيء حتى يصل إلى أهدافه المتمثلة في ماهو مادي بالأساس أي الربح”.

وعبّر سويدر عن استيائه من اللقاء الذي جمع بنموسى بنشطاء التواصل الاجتماعي قائلا: ” عوض أن يجعل الوزير وقته ثمينا، ويجلس على الأقل مع خبراء قطاع التعليم من أكاديميين، وباحثين في علوم التربية، ويحسم في مآلات ملفات قطاع التعليم على رأسها ملف التعاقد، وإسقاط المحاكمات في حق الأساتذة المعتقلين والمتابعين على خلفية نضالاتهم داخل التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد، يفضل أن يخدم أجندات التافهين ويجعل منهم ذوو قيمة حقيقية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *