لاعبون مغاربة من الأحياء الشعبية إلى المجد بالمونديال

كرة القدم لعبة الفقراء، فلطالما ارتبط اسمها بالأحياء الشعبية والهامشية، ومن هذه الأحياء، انطلق العديد من نجوم كرة القدم المغربية نحو أندية كبرى، محققين شهرة واسعة بين عشاق الساحرة المستديرة، قصصهم متشابهة، جمعت بين الفقر والموهبة الكبيرة، فكيف استطاع هؤلاء النجوم تجاوز الصعاب ومعانقة الحلم؟

استطاع المنتخب الوطني شد الأنظار إليه في كأس العالم بقطر، ومخالفة كل التوقعات، بتحقيق إنجاز كروي تاريخي وغير مسبوق، بوصوله للمربع الذهبي، مما جعل بعض نجومه الذين تألقوا خلال هذه البطولة حديث الصحف الدولية، لكن قبل هذه الشهرة، لم تكن طريقهم مفروشة بالورود نحو النجومية.

أوناحي من حي لالة مريم إلى العالمية

إنه الرئة والدماغ في المنتخب الوطني، هكذا وصفت الصحف الدولية لاعب الوسط المغربي الأنيق، خروجه بالكرة بسلاسة، وتمريراته الساحرة ودوره الممتاز في المساندة الدفاعية، وموهبته الجبارة جلبت له الإطراء من خصومه قبل رفاقه، فقد سحر أعين الجميع.

ولد عز الدين أوناحي بحي لالة مريم بالدار البيضاء، ومن أزقة الحي الشعبي بدأ ملامسة كرة القدم في سن الخامسة مع أبناء الحي، إلى حين اكتشاف موهبته من طرف كشافي النوادي في عمر العاشرة، حيث التحق بنادي الرجاء البيضاوي للفئات الصغرى ليتلقى أولى تدريباته في مسيرته الكروية، وفي سن الخامسة عشر انضم إلى أكاديمية محمد السادس بمدينة سلا، وتدرب هناك لثلاث سنوات قبل الاحتراف في الديار الفرنسية.

لعب أوناحي لنادي “ستراسبورغ” في عمر الثامنة عشر سنة، قبل أن يتم تسريحه لنادي “افرانش” الممارس بقسم الهواة، حيث تألق أوناحي برفقة هذا الأخير وقدم موسما رائعا، مما دفع بمسؤولي فريق “أنجيه” الفرنسي للتعاقد معه سنة 2021، وبصم اللاعب المغربي على أداء متميز برفقة النادي الفرنسي.

ظهر أوناحي برفقة الفريق الوطني حين اختاره المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش ليكون في القائمة التي ضمت 28 لاعبا لخوض نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون، ويولد نجم سيقود منتخب بلاده لنصف نهائي كأس العالم بقطر، حيث أصبح على رادار نوادي عالمية، بعد أن تألق في المونديال، ساحر خط الوسط بالمنتخب، حظي بمدح كبار المدربين حيث أشاد المدرب لويس انريكي مدرب المنتخب الإسباني السابق بلياقته البدنية.

وأبدت عدة أندية عالمية رغبتها في التعاقد مع الدولي المغربي، الذي لم يتجاوز بعد 22، في الانتقالات الشتوية، ما يعني أن طريق النجومية مازال معبدا أمام نجم المنتخب الوطني، لمزيد من التألق.

النصيري من أحياء فاس إلى الدوري الإسباني

مهاجم المنتخب الوطني، صاحب 25 سنة، ولد بمدينة فاس، وبدأ مسيرته الكروية بفريق المغرب الفاسي، قبل أن يلتحق بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم سنة 2011، ومن ثم إلى نادي مالقا الإسباني سنة 2015، وبعدها انتقل لنادي ليغانيس سنة 2018، لينتقل مقابل 25 مليون يورو لنادي إشبيلية، وهو النادي الحالي الذي يلعب له الدولي المغربي.

حمل النصيري قميص المنتخب المغربي سنة 2017، وشارك في كأس الأمم الإفريقية بالغابون، ثم سطع نجمه في منافسات كأس العالم روسي 2018، بعد تسجيله هدف التعادل أمام المنتخب الإسباني، بعدما كان فقط إضافة متأخرة للتشكيلة التي اختارها مدرب المنتخب السابق هيرفي رونار نظرا لصغر سنه.

وقد سجل ابن أحياء فاس العريقة رقما قياسيا في بطولة كأس العالم قطر، حيث سجل هدفا من قفزة اعتبرت الأعلى في منافسات كأس العالم، متجاوزا الرقم القياسي المسجل باسم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ليصنع المجد بملاعب قطر.

حكيمي: لا أخجل من ماضي عائلتي

في لقاء صحفي، عبر نجم المنتخب الوطني، وفريق باريس سان جيرمان، على أنه لا يخجل من ماضي أسرته، حيث كشف بأن والدته كانت تشتغل بالمنازل، موضحا أن لها الفضل في نجاح مساره الرياضي.

ولد أشرف حكيمي في العاصمة الإسبانية مدريد، لأبوين مغربيين، ويلعب في مركز الظهير الأيمن، حيث لعب حكيمي سنة 2016 للفريق الاحتياطي والفريق الأول لريال مدريد، وفي سنة 2018 لعب لفريق بوروسيا دورتموند معارا من ريال مدريد، ووقع سنة 2020 لفريق إنتر ميلان الإيطالي، وفي سنة 2021 وقع مع فريقه الحالي باريس سان جيرمان، بمبلغ 70 مليون يورو، ليصبح أغلى ظهير أيمن في العالم.

واختار أشرف حكيمي حمل القميص الوطني رغم إغراءات المنتخب الإسباني، إذ صرح أن منتخب “لاروخا” لم يكن المكان المناسب له.

أشرف حكيمي ومنذ التحاقه بالفريق الوطني، أصبح رسميا ولا يمكن الاستغناء عنه، بحيث تم اختياره ضمن التشكيلة المثالية النهائية لكأس العالم بقطر.

مسيرة أغلى ظهير أيمن بالعالم، لم تكن سهلة فقد انبعث من براثن الفقر، لأب يشتغل بائعا متجول وأم عاملة بالمنازل، إلى الأندية الكبرى، ومقارعة نجوم كرة القدم بالعالم.

خديجة حركاتصحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *