يبدو أن استراتيجية التواصل التي وضعها الوزير الاستقلالي السابق، والرئيس الحالي لجهة الدار البيضاء سطات، عبد اللطيف معزوز، مع شركائه للإعلان عن مشروعهم الخاص، بإحداث جامعة خاصة في الدار البيضاء، تحت مسمى “أتلانتيك“، قد باءت بالفشل، وذلك رغم ما تحظى به هذه الجامعة، التي تقدم نفسها على أنها “مركز امتياز أكاديمي“، من دعم خاص من قبل معزوز، الذي تم إدراجه رسميًا، كعضو في كلية المؤسسات، على الموقع الالكتروني للجامعة.
وفي مقال نشر مؤخرا، على موقع “ميديا24″ الإخباري، تطرق فيه لعرض بعض عناصر المشروع، وإبراز رئيس المؤسسة، رشيد مرابط، وتقديم معلومات عن الشركة، إلا أنه تم الامتناع عن تحديد المائدة المستديرة، التي تتضمن شخصية سياسية واحدة على الأقل، وهي عبد اللطيف معزوز.
كما أن نفس الوسيلة الإعلامية، وقبل أقل من يوم من الإعلان الرسمي عن بداية العام الدراسي بالجامعة، من خلال بيان صحفي، أجرت مقابلة طويلة مفتوحة للجمهور مع رئيسها، إلا أنها قامت بحذفه بسرعة، بمجرد نشر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لبيان صحفي، يفيد بأنها لم ترخص أبدًا لهذه الجامعة.
كما دعت وزارة عبد اللطيف ميراوي، في بيانها، وسائل الإعلام، إلى “تحري مصداقية الإعلانات قبل نشرها، وذلك تفاديا لأي تأثير سلبي قد يؤثر على مستقبل الطلبة”.
هذا، ويبدو أن أمرا قضائيًا هو الذي أقنع موقع “ميديا24″، الذي يساهم فيه محمد حداد، عضو المجلس العلمي لجامعة “أتلانتيك“، بسحب مقالته، مبررًا ذلك بحقيقة أن رئيس الجامعة لم يقدم أي توضيحات حول وضع مؤسسته تجاه الوزارة.
كما تطرق المقال، الذي اطلعت عليه “بلادنا24” في وقت سابق، بشكل أساسي، إلى العرض الذي اقترحته الجامعة، دون التشكيك في وضعها وتفويضاتها؛ وبالكاد نستطيع أن نعاين، فيما يتم تقديمه بخصوص “ملف تقني للجامعة الأطلسية“، أنه “عندما يتخرج الطلاب الأوائل في غضون ثلاث سنوات، ستكون الجامعة الأطلسية قد استوفت معايير وزارة التعليم العالي، لكي تصبح شهاداتها معترفًا بها من قبل الدولة“.
كما سجلت الجامعة الأطلسية، في بيانها الصادر للصحافة، أن “البرامج المدرسية معتمدة من قبل الدولة، ويمكن الوصول إليها في مرحلة ما بعد البكالوريا والقبول الموازي“.
وبالرغم من التحذير الصادر عن وزارة ميراوي، إلا أن جامعة “أتلانتيك” الخاصة، أبت إلا أن تتحدى الوزارة، ولا زالت لحدود الساعة تحافظ على موقعها الإلكتروني متاحًا للجميع، مع رقم هاتف وبريد إلكتروني مرئي وواضح، للطلبة الراغبين في الولوج إليها.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر عليمة، أن من بين أبرز المساهمين في هذا المشروع، الوزير الاستقلالي السابق، والرئيس الحالي لجهة الدار البيضاء سطات، عبد اللطيف معزوز، ورجلي الأعمال رشيد المرابط، ويونس السلاوي، المقرب من الوزير الفرنسي السابق، والناطق الرسمي باسم حكومة نيكولاي ساركوزي آنذاك، لوك شاتيل، والذين تجمع بينهما علاقة شراكة قوية في شركة “أوديسي“، المالكة لمجموعة مدرسية تابعة للبعثة الفرنسية بالمغرب.
كما أن ذات المصادر، كشفت بأن شخصيات نافذة تمارس ضغوطًا كبيرة في الكواليس، لإجبار وزارة ميراوي للعدول عن قرارها، والترخيص للمشروع الذي شيد بأموال طائلة، وتساهم فيه شخصيات سياسية وازنة، أغلبها لا زالوا يرفضون الظهور في العلن، على عكس معزوز.