مع بداية كل فصل الصيف، يضع الآباء والأمهات أيديهم على قلوبهم خوفا على مستقبل فلذات أكبادهم، إذ لا يكاد يمر فصل صيفٍ دون أن تسجل مدينة سطات العشرات من حالات الغرق بقنطرتي بولعوان بالنفوذ الترابي لجماعة امزورة، أو قنطرة وادي أم الربيع على مستوى جماعة مشرع بن عبو، باعتبارهما المتنفسين الوحيدين بالإقليم “العشوائيين” اللذين يوحي ظاهرهما بالأمن والهدوء، فيما باطنهما يشكل خطراً كبيراً على المواطنين، مما يؤدي إلى الغرق.
مصطاف بدون درك ملكي ولا وقاية مدنية
في تصريحات متطابقة لـ”بلادنا24“، شدد عدد من السكان المجاورين لقنطرة بولعوان، على ضرورة تقريب خدمات بعض المؤسسات من الوادي، في ظل التزايد الذي يشهده خلال كل صيف و مع نهاية كل أسبوع من توافد للزوار، وذلك من خلال إحداث المفتشيات العامة لكل من الدرك الملكي، والقوات المساعدة والوقاية المدينة، إبان العطلة الصيفية، مقرات لها على شط النهر، وتزويده بعناصرها لتقديم الخدمات للمصطافين، على غرار ما تعرفه المصطافآت الأخرى بباقي ربوع المملكة، خاصة وأنه يبعد عن أقرب مركز ترابي بـ25 كيلمترا، و45 كيلمترا عن أقرب ثكنة للوقاية المدنية.
هروب من لهيب الحرارة إلى الموت
تزامنا مع موجة الحرارة التي يعرفها إقليم سطات في فترة الصيف، وفي ظل غياب مسابح تابعة تدبيرا وتسييرا للجماعة، يجد العشرات من الأطفال المُنحدّرين من باقي الجماعات القروية 46 التابعة للإقليم، بمعية شباب المدينة، – يجدون – أنفسهم مجبرين على ارتياد وادي أم الربيع في خرجات استجمامية ورحلات، قصد الاستمتاع بالسباحة، غالبا ما تتحوّل إلى فواجع تهز استقرار الأسر والعائلات، وتهتز معها العشرات من القرى والمدينة كل عام على وقع أحداث غرق يذهب ضحيتها أطفال وشباب في مقتبل العمر.
مطالب جمعوية بتنظيم حملات تحسيسية
عبدالناجي مورافق فاعل جمعوي بالمنطقة، في تصريح لـ”بلادنا24” قال “إن قنطرة بولعوان، تعتبر المتنفس الوحيد لسكان الإقليم، إذ تشهد نشاطا سياحيا موسميا غير مهيكل بالمنطقة ولا يعتمد على برنامج محدد، خاصة في ظل الحركة النشيطة التي يعرفها طيلة أيام الصيف تزداد خلال نهاية الأسبوع، وتزداد معها حالات الغرق، رغم كتابة بعض العبارات على الجدران من قبيل “ممنوع السباحة”، “مكان خطير” وغيرها، إلا أن هذا يبقى غير كافٍ، بمنطقة غير محروسة”،
ودعا المتحدث الجهات المتدخلة، من عمالة إقليم سطات، ووكالة الحوض المائي لأم الربيع، وقيادة امزورة، والمجلس الجماعي لامزورة، “التنسيق مع المجتمع المدني بالمنطقة، لتنظيم حملات تحسيسية دورية يكون لها وقع أكبر على زوار المنطقة، و كذا العمل على تتبيث إشارات إرشاد المصطافين وزوار الوادي”.
نداء بإحداث مسبح بلدي في سطات
وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع، أوضح المهدي مبشور، فاعل جمعوي بسطات، أن “مطلب إحداث مسبح بلدي يتجدد كل عام بسبب فواجع الغرقى”، داعيا المجلس الجماعي لذات المدينة، إلى “إنشاء مسبح بلدي لأبناء المدينة ومحيطها، وفق دفتر شروط يسمح للفئات الهشة بالولوج إليه بأثمنة رمزية تراعي الظروف المعيشية لساكنة الإقليم المتسمة بالهشاشة والفقر”، لافتا إلى أن “هذا المرفق سيكتسي أهمية فيما سيقدمه من خدمات اجتماعية للساكنة وما سيوفره من فرص الشغل الموسمية، فضلا على إمكانية اسهامه في إنعاش خزينة الجماعة، وتفادي مسلسل الأحداث المفجعة”.
قنطرة بولعوان.. استثمار مطلوب لتنويع المعروض
و حسب ما استقته “بلادنا24“، أضحى لزاما على وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والمؤسسات المنتخبة بجهة الدار البيضاء سطات، وعمالتي سطات والجديدة والمجالس الحضرية والقروية والسلطات المحلية، دراسة ومناقشة كيفية الاستغلال الأمثل لهذا المنتجع ذو مؤهلات سياحية هامة يمكن استثمارها لبناء مستقبل تنموي مستدام بالمنطقة، من خلال التدخل للاهتمام به قصد تنويع مداخيل الساكنة المحلية، وذلك عبر خلق أنشطة مذرة للدخل طيلة السنة خاصة وموقعه الجغرافي المتميز، بالإضافة إلى توافره على المعلمة التاريخية “قصبة السلطان الكحل” المطلة على الوادي.