بلادنا24 بدأت الحياة تعود بشكل تدريجي إلى طبيعتها بالمناطق المتضررة من الزلزال، ليعود معها الأطفال إلى مقاعدهم الدراسية، حاملين معهم صدمة الزلزل القوية التي ألقت بظلالها على نفسيتهم، فليس من السهل فقدان قريب، أو رؤية عزيز تحت الأنقاض.
وفي الوقت الذي يجب فيه أن يكون تلاميذ هذه المناطق، من مختلف مستوياتهم التعليمية، في أتم الجاهزية والاستعداد والتركيز للتحصيل العلمي، يجد البعض منهم نفسه في دوامة الآثار النفسية المترتبة عن الآلام التي خلفتها هذه الفاجعة.
وفي هذا السياق، قالت جهاد بلمليح، أخصائية نفسانية، ومدربة بالطاقة الحيوية، إن آثار الزلزل قوية على نفسية الأطفال، خاصة أولئك الذين عاشوا الفاجعة، مضيفة أن الأحداث ستبقى مخزنة في ذاكرة الصغار، “وليس من السهل تجاوزها”.
وأوضحت بلمليح في تصريح لـ”بلادنا24“، أن صدمة الزلزل قد تؤثر على التحصيل الدراسي للطفل، خاصة وأننا في بداية الموسم الدراس، “لذلك يجب على الأمهات شرح الأمر لأطفالهم بطريقة عقلانية، وإيصال فكرة كون الزلزال كارثة طبيعية”.
وأوردت المتحدثة، أن المتضرر الأول من الزلزال هو الطفل الصغير، لأنه حسب قولها، “الكبار واعون بالأمر، ويعلمون جيدا أنها كارثة طبيعية، كما أن لهم اليقين التام في القدرة الإلهية، عكس الصغار الذين لا يعلمون شيئا، فأغلبهم يشعر بأنها نهاية الحياة، وهذا ما قد يدخله في اكتئاب أو حالة نفسية حرجة”.
وتضيف الأخصائية النفسانية، أن هؤلاء الأطفال اليوم، هم “في أمس الحاجة لزيارة طبيب نفساني أو أخصائي أو معالج بالطاقة، بشكل مستمر على المدى المتوسط أو البعيد، حتى تستقر حالتهم النفسية”.
وعددت جهاد بلمليح، الآثار النفسية التي يمكن أن تصيب الأطفال على شكل اضطرابات، ونوبات من الخوف والهلع، المتمثل في سقوط شيء ما على الأرض من شأنه خلق الرعب في نفسية الطفل، إضافة للقلق المستمر الذي يشعر به الصغير، وعدم الأمان، إلى جانب البكاء والصراخ الذي قد يصيبه كل ليلة.
وشددت بلمليح، على أنه من أجل تجاوز هذه الصدمة، “لا بد من تتبع نفسية الطفل ومراقبة سلوكاته التي قد تتغير هي الأخرى بتغير نفسيته”.
إلى جانب هذا، ركزت على “دور الأباء الكبير لعودة الأطفال لحياتهم الطبيعية ودراستهم بشكل جيد”، كما دعت بالإضافة إلى زيارة الطبيب النفساني، القيام بأنشطة موازية، كالرياضة واللعب والمسرح، مع الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يذكرهم بالزلزال.
مريم الحمداوي – صحفية متدربة
