“سكت دهرا ونطق كفرا”.. أخطاء وهبي في أقل من نصف ساعة

يبدو أن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، لا يترك مكانا إلا وكشف عن “فضائحه” وزلاته.

ولعل آخر خرجات وزير العدل، تلك التي كانت على القناة الثانية، في برنامج “مع الرمضاني”، عندما قرر عبد اللطيف وهبي مجددا الخروج بـ”زلات” واضحة للعلن.

وهبي في أقل من نصف ساعة من الزمن، راكم أخطاء يمكن عملها في سنوات طويلة، تكشف بالملموس ضعف جودة تواصله، ودفاعه عن نفسه، في موضوع مثير للجدل، يتعلق بامتحان المحاماة.

لغة “التهديد والوعيد”

واستهل عبد اللطيف وهبي الحوار بـ”الوعيد”، والتهديد بنشر اللوائح كاملة بالنسبة للراسبين في الامتحان.

مضيفا، أنه ينتظر فقط الضو ء الأخضر من حماة المعطيات الشخصية، ليستدعي مفوضا قضائيا ويعلن عن نتائج الراسبين.

فهل يهدد وهبي بنشر اللوائح؟ وهل يمهد وزير العدل لـ”أزمة” بين الراسبين أنفسهم، كون بعضهم لا يريدون النشر، وهو الأمر الذي سيجعل من دون شك فئة عريضة تنأى بنفسها عن الاحتجاج، مخافة نقط قد تكون مسيئة لهم؟

مجموعة من “التافهين”

وهبي هاجم بشكل غير مباشر الصحافة، كون ناشري خبر طلب إعفائه، ومكوثه في مكتب ساعتين من الزمن، ليسوا إلا “تافهين”.

ويضيف المتحدث، أن هناك فرق بين الصحافة و”الفايسبوك”، وأن الصحفي يعلم جيدا من أين يأتي بالخبر اليقين.

وإذا كان الحديث عن الاتصالات الهاتفية والتصريحات من المعني بالأمر، فنذكر وزير العدل أنه رفض التعليق عن أمور أكثر إثارة للجدل، لاسيما تلك المتعلقة بالمدينة التي يرأس مجلسها البلدي، وأكد في إحدى تصريحاته لـ”بلادنا24″ أنه في عطلة، ولا يمكنه التعليق عن تفويت بقعة أرضية، وغيرها من الأمور التي تثبت بالملموس أنه “سيئ التواصل”.

طلبان لـ”امتحان المحاماة” نجحا بالعلامة الكاملة

أما بالنسبة لجدل المدير المركزي الناجح في الامتحان، والذي أثير حوله الكثير من الجدل، فقد دافع وهبي عنه هو الآخر.

لكن، وكما قال عبد الإله ابن كيران في وقت سابق، “مايعرف يسكت مايعرف يهضر”، فالوزير صمت دهرا ونطقا كفرا، وأكد أنه توصل بطلبين للسماح باجتياز امتحان المحاماة، من عضوة ديوانه والمدير المركزي الناجح.

إلا أن الغريب في الأمر، فإن صاحبا الطلبين المُوقّعين من وزير العدل، نجحا بالعلامة الكاملة، وباتت عضوة الديوان تنتظر الامتحان الشفوي، ونفس الأمر بالنسبة للمدير المركزي المثير للجدل.

فهل يتعلّق الأمر بـ”الكفاءة” أم بـ”الحظ” أم أمور أخرى؟

عبد اللطيف وهبي: داكشي لي فقلبي

“تنقول داكشي لي فقلبي، لأن السؤال مُستفز”، هكذا أجاب عبد اللطيف وهبي، بخصوص تصريحاته الأخيرة، عندما تحدث عن دراسة نجله في كندا.

ولأن “التبرير أكبر من الزلة”، فهل أراد عبد اللطيف وهبي القول كون اعتذاره السابق كان فقط “شكليا”؟ وأن ما في فؤاده هو التباهي على المغاربة، هي أسئلة وأخرى تكشف ضعفه التواصلي، في المحطات التي وجب أن يكون أكثر جودة خلالها.

انتظار الشكر

وواصل زعيم المؤتمر الرابع لـ”البام” استفزازاته، متسائلا “أنا أدخلت 2000 شخص من البطالة، فلماذا لم يُقدم لي الشكر؟”.

والسؤال هنا، لماذا يُوجه لك الشكر؟ وهل ضمن هؤلاء النجاح في امتحان المحاماة بشكل رسمي في انتظار الامتحان الشفوي؟

وهل يمن الوزير على الناجحين دون ذكر أسمائهم، باعتباره مساهما في الرفع من عدد الناجحين؟

تحويل “الامتحان” إلى “مباراة”

بالإضافة لذلك، من أعطى الحق لوزير العدل، أن يحول امتحان الأهلية بالنسبة للمحاماة إلى مباراة.

لاسيما أن القرار الوزاري الصادر عن عبد اللطيف وهبي، في مادته السادسة، تتحدث عن نجاح الحاصلين على المُعدّل في الاختبارين الكتابيين.

حقوق الإنسان بـ”كونيتها المجزأة”

وفي الوقت الذي كان عبد اللطيف وهبي، يدافع على الحق في الحياة الجنسية، والحريات الفردية، وكونه يؤمن بحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها، اختار المسؤول الحكومي أن يجزئها، عندما تعلق الأمر بمنصبه.

وهنا الحديث عن هشام المهاجري، الذي قال عنه وهبي أنه لم يلتزم باحترام التحالف الحكومي، وبالتالي قرر طرده.

واستمر وهبي في الدفاع عن عزيز أخنوش، رئيسه الحالي في الحكومة، مؤكدا أن “التنسيق الحكومي جيد، وأن الصحافة تريد خلق المشاكل”.

سؤال بـ”لا إجابة”

ولم يجب وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، عما قاله مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي بإسم الحكومة، كون “البامي” سيجيب عن الأمور المتعلقة بامتحان أهلية المحاماة.

حيث امتنع وهبي عن الجواب في ذلك الوقت، وكذلك في برنامج “دوزيم”.

وهو الأمر الذي يُشَعِّب من التساؤلات والاستنتاجات، فهل وعد وهبي الناطق الرسمي بإسم الحكومة بتقديم تبريرات ولم يستطع ذلك لحدة الاحتجاجات؟ أم أن بايتاس كذب على المغاربة وحاول أن يتجنب الحديث في الموضوع المثير للجدل، لاسيما أنه لا يريد أن يصطف في جانب وهبي، وأن يتم تصنيف الحكومة أنها تُدافع على الجدل المثار باعتباره ناطقا بإسمها؟

هي أسئلة وأخرى تطفو على السطح، مع احتجاجات الشارع من الراسبين في امتحان المحاماة، ووجود أسماء تُطرح حولهم أكثر من علامة استفهام.

وأيضا توحد كل القوى السياسية ضد وهبي، من يسار، ويسار راديكالي، وجماعة العدل والإحسان، وحزب العدالة والتنمية، إضافة لقوى المعارضة داخل البرلمان، وُحدته لمهاجمة وزير أكد أكثر من مرة أنه لن يكون تحت رئاسة عزيز أخنوش، ليثبت العكس تماما اليوم، أويصبح “تلميذا نجيبا” لصاحب الملياري دولار وفقا لـ”فوربس”.

ففي كل مرة بات يخرج وهبي، إلا ويجد نفسه في موقف أكثر حرج من السابق، وكما قال ابن كيران في وقت سابق، “ما يعرف يدوي ما يعرف يسكت”، وهو ما ينطبق تماما على زعيم “الباميين”، الذي رفض عدد كبير منهم نتائج “المحاماة”، وشبهة وجود أسماء أبناء مسؤولين بارزين ضمن لائحة الناجحين.

بلادنا24

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *