سانشيز يراهن على دعم الأحزاب الكتالونية لتشكيل حكومة تطيح بفيخو

يبدو أن إسبانيا تتجه نحو سيناريوتكرار الانتخابات العامة، التي أجريت يوم الأحد، بعدما أفضت إلى نتائج غير حاسمة، وذلك ما لم تتنازل الأحزاب الانفصالية الكتالونية، عن مطالبها المتشددة بإجراء استفتاء على الاستقلال مقابل دعمها.

وبعد فشل كل من الكتلة اليمينية واليسارية، في حصد عدد كافٍ من المقاعد لتشكيل أغلبية، برز الحزبان الانفصاليان الكتالونيان، إسكويرا ريبوبليكانا، وجونتس دي كتالونيا، كـمفتاحمحتمل لهذاالمأزق الانتخابي، حيث يحتاج رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بيدرو سانشيز، إلى 14 صوتًا برلمانيًا لدعم حكومة ائتلافية يسارية جديدة.

وفي هذا الصدد، قال جونتس الذي يسيطر على سبعة مقاعد، وهو الأكثر تشددًا بين الاثنين فيما يتعلق بموضوع الاستقلال، إن شروطه لمساعدة سانشيز على تجاوز الخط في التصويت على تنصيبه، هي السماح بإجراء استفتاء في كتالونيا على الاستقلال، والعفو عن جميع الانفصاليين الذين يواجهون اتهامات قانونية، تتعلق بمحاولة الاستقلال الفاشلة التي شهدتها المنطقة في عام 2017.

وتأسس جونتس، في نفس العام، على يد الرئيس الإقليمي السابق في كتالونيا، كارليس بويجديمونت، الذي لازال يعيش في منفى اختياري في بلجيكا، لتجنب الملاحقة القضائية في إسبانيا، التي تتهمه بقيادة محاولة الانفصال.

ولعب منافس حزب جونتس، حزب إسكويرا، الذي يدير حاليًا الحكومة الإقليمية، ويسيطر أيضًا على سبعة مقاعد في البرلمان الوطني، دورًا أساسيًا في عام 2020، من خلال التصويت لصالح منصب سانشيز، في مقابل إجراء محادثات حول الصراع السياسي في كتالونيا.

وعلى عكس جونتس ، فقد ساعد إسكويرا، في بعض الأحيان، سانشيز، في تمرير التشريع. ولتجديد دعمه، يريد الحزب إجراء محادثات لتنسيق العلاقات، وقطع مساهمات المنطقة في الخزينة العامة الوطنية، والسيطرة على نظام القطارات بين المدن من الحكومة المركزية.

وقال نائب رئيس جونتس، جوزيب ريوس، الذي كان كبير موظفي بويجديمونت أثناء محاولة الانفصال الفاشلة، إن مطالب الحزب كانت واضحة، وهياستفتاء متفق عليه وملزم وموثق بشأن الاستقلال“.

لكن منح الاستفتاء سيكونلعنةبالنسبة لكثير من الإسبان الغاضبين بالفعل من عفو سانشيز عن تسعة من زعماء محاولة الاستقلال المسجونين، ولإلغاء جريمة الفتنة التي حُكم عليهم بموجبها.

ومن جهة ثانية، قال زعيم الحزب الشعبي المحافظ، ألبرتو نونيز فيخو، الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات الأحد، إنهلا يمكن أن يخضع رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، للسياسيين الهاربين، أو الذين يقولون إنهم غير مهتمين بإسبانيا“.

ويحاول زعيم المعارضة الإسبانية، أيضًا، تشكيل حكومة، لكن العديد من الأحزاب الإقليمية قالت إنها لن تدعمه، لأن ذلك سيعني السماح لحزب فوكس اليميني المتطرف بالدخول للحكومة.

كما أكد محللون سياسيون، أن لسانشيز حظوظًا كبيرة فيإبرام صفقةتمكنه من تشكيل حكومة يسارية، مشيرين إلى أنه قدأثبت أنه رجل سياسي حاذق، استعاد قيادة الحزب الاشتراكي بعد الإطاحة به في عام 2016، واستولى على السلطة بعد ذلك بعامين، من خلال إقناع العديد من الأحزاب، بما في ذلك الانفصاليين الكتالونيين، بالاتحاد معًا لطرد رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوي، عن الحزب الشعبي”.

هذا، وقال تقارير إعلامية، إن سانشيز أبلغ مجلس إدارة حزبه، يوم الاثنين، أنه متأكد من قدرته على تجنب إعادة الانتخابات، لأنه سيتم إبرام اتفاق، مضيفة أنرئيس الوزراء، ليس في عجلة من أمره لاتخاذ أي خطوة، إلا أن سانشيز، الذي يرفض استقلال كتالونيا، قال منذ فترة طويلة إنه يعارض إجراء استفتاء أو عفو.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *