خبراء يستبعدون دعوة البوليساريو للقمة الروسية الأفريقية

تجري روسيا حاليا مشاورات مكثفة مع مختلف القادة الأفارقة، حيث تجري الاستعدادات للقمة الروسية الأفريقية المقبلة، المقرر عقدها شهر يوليوز المقبل. ويحرص قصر الكرملين على ضمان نجاح القمة، لكن يبقى سؤال رئيسي واحد دون إجابة، هل ستتم دعوة جبهة البوليساريو هذه المرة؟.

وكانت مسألة دعوة البوليساريو من عدمه، مثيرة للجدل، حيث تضغط الجزائر وجنوب إفريقيا من أجل مشاركتهما في القمة.

ومع ذلك، في عام 2019، اختارت موسكو عدم دعوة البوليساريو لحضور القمة الثنائية مع إفريقيا، الأمر الذي خيب أمل بعض القادة الأفارقة. وقد ركزت القمة على تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية بين البلدان. والآن، مع اقتراب القمة، يتساءل الكثيرون عما إذا كان التاريخ سيعيد نفسه.

وتشير تقديرات، إلى أن قصر الكرملين، لن يدعو البوليساريو لحضور القمة هذا العام، وبدلا من ذلك سيقتصر الحضور على الدول الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة.

ويرى خبراء في المجال، أن “إفريقيا قد تحولت إلى ساحة للصراع الأمريكي الروسي، في ظل تفاقم الأزمة الأوكرانية”. وتسعى روسيا إلى تعميق الشراكات الاقتصادية مع دول إفريقيا، في مواجهة العقوبات من الدول الأوروبية.

روسيا تعترف بمغربية الصحراء ضمنيا

وبحسب مختصين في المجال، فإن “روسيا الأيديولوجية لم تعترف بجبهة البوليساريو في ذروة الحرب الباردة، ناهيك عن روسيا القومية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، لا سيما في ظل الظروف الدولية المعقدة التي فرضت الحصار عليها”، كما أن روسيا “تحاول الاستفادة من العلاقات التي تربطها بالمغرب، بعد التقارب الذي حدث بينهما لفترة من الوقت، خاصة وأن موسكو أصبحت تعتمد على قرارات مجلس الأمن الدولي لتحديد مواقفها من قضية المغرب والصحراء”.

من جهته، أكد الصحراوي محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح لـ”بلادنا24″، أنه “من المستبعد أن تتم دعوة البوليساريو للقمة الروسية الأفريقية، بالنظر إلى القمم السابقة التي لم تدعى إليها الجبهة الانفصالية، فضلا عن حرص روسيا تبنى مواقف متوازنة في قضية الصحراء، رغم كونها المورد الأول للسلاح في الجزائر، والعلاقات التاريخية ما بين روسيا والجزائر التي تعود إلى سياقات الحرب الباردة. إذن روسيا تعترف عمليا وضمنيا بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال مجموعة من الشراكات التي تجمعها مع المغرب، في مقدمتها اتفاق الصيد البحري الذي يجمع الجانبين، والذي يشمل سواحل الأقاليم الجنوبية للملكة في اعتراف ضمني بسيادة المغربية على الصحراء”.

وبالتالي، يضيف المتحدث، “فحرص روسيا أيضا على لعب أدوار متقدمة ضمن الجهود والمساعي التي يبذلها المجتمع الدولي في ملف الصحراء، خاصة في هاته الفترة التي تتسلم فيها روسيا رئاسة مجلس الأمن، وتشهد تداولا حول هذا الملف على المستوى الأممية، والحرص الروسي على لعب أدوار في الوساطة الأممية يفرض عليها تبني مواقف متوازنة، إزاء كافة الأطراف المعنية في ملف الصحراء، في مقدمتهم المغرب والجزائر”.

استبعاد إعادة سيناريو قمة “تيكاد 8”

وفي سياق موازي، أكد سالم الصحراوي، أن “الاتحاد الإفريقي أيضا من المستبعد أن يقبل أي حضور للكيان الانفصالي، بالنظر للأزمة التي تسببت فيها رئاسة تونس إبان قمة تيكاد، التي جمعت الاتحاد الافريقي واليابان، حيث تسبب ذلك الخرق السافر لقواعد منظمة الاتحاد الإفريقي بدعوة البوليساريو للقمة، في امتعاض ورفض من طوف العديد من البلدان، بما في ذلك رئاسة الاتحاد الإفريقي في دولة السنيغال والمفوضية الأفريقية عبروا جميعا عن مواقف رافضة لذلك الخرق للقواعد المنظمة، وكاد أن يعصف بقمة تيكاد، كما أن اليابان نفسها تبرأت من أي دعوة موجهة لهذا الكيان الانفصالي، وبالتالي من المستبعد إعادة نفس الحلقة في القمة المقبلة”.

وعلى الرغم من مساعي الجزائر لحضور البوليساريو، من المرجح أن “القمة الروسية الأفريقية التي ستعقد في يوليو المقبل، ستستبعد مرة أخرى جبهة البوليساريو الانفصالية، على غرار النسخة الأولى في عام 2019، بالنظر إلى البراغماتية السياسية التي يتسم بها قصر الكرملين وتحركاته في المنطقة “.

وكانت النسخة الأولى من القمة في 2019 قد صدمت الجزائر، حيث فوجئوا بأن قائمة الحضور اقتصرت على دول تابعة للأمم المتحدة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *