حسن الفد.. الموهبة التي أبت أن تنحني لغير الفكاهة الهادفة والتجسيد الساخر

تميز خالص يحظى به الفنان الكوميدي المغربي، حسن الفد، شخصية ملهمة بالإبداع والتألق في كل عمل تقدمه لجمهورها خاصة تلك التي تبث في شهر رمضان.

يعتبر حسن الفد، واحدا من أبرز أيقونات الفن الكوميدي في المغرب، أماع جمهوره في كل المواسم بانتاجات فنية يكون فيها هو بطل التجسيد، والفكرة، والرسالة البناءة.

حسن الفد من أكبر الفكاهيين الذين أخذوا من السخرية قالبا هادفا لإيصال رسائل إنسانية واجتماعية وأيضا سياسية بطريقة سلسة، ومن قساوة الوضع يرسم الإبتسامة على محيا جمهوره.

بداية الفنان

ولد حسن الفد بتاريخ 24 نونبر من سنة، 1962، بمدينة الدار البيضاء، عرف بين أصدقائه بشخصيته المرحة، والمسؤولة في نفس الوقت، كاريزما غير مسبوقة، كل العاملين معه يجمعون على اتسام شخصيته ىالغموض، التي لاتعرف الانصياع حتى  في لحظات تحقيق النصر والنجاح، وفرض التميز والإبداع، الذي تخطى الحدود وبلغ لمراتب خولت للفكاهة مكانة راقية ضمن مختلف تفرعات الفن المغربي.

قدَّم حسن الفد، مجموعة من الأعمال الفنية التي رسمت مساره الفني، وبصمت له بين الأشقاء صورة تأبى التقليد أو التحريف، والبداية لأول مرة كانت مع القناة الأولى، التي تعاون معها وقدم لها في شهر رمضان مقاطع كوميدية قصيرة، تحت عنوان “وجهي فوجهك”، وبعد نجاح السلسلة أصبح حسن الفد، نجما رمضانيا معروفا، أتت له فيما بعد عدة أعمال سينمائية وتلفزية وأيضا مسرحية.

عرف الفنان الكوميدي، حسن الفد، بعطائه المتواصل وابداعه المتوالي في قصص وسلسلات مختلفة، فللفد علاقة خاصة مع الكاميرا، والتجسيد المتنوع كان أبرز مواهبه، على طول مسيرته لم يترك شيئا أو شخصية أو ظاهرة إلا ووجدته يتحايل هنا وهناك لوضعها على سطح التلفاز المغربي من واجهة مغايرة، وبطريقة ساخرة.

تقمص حسن الفد في بداياته، مجموعة من شخصيات المجتمع المغربي، أبرزها حين لعب دور الدكتور غلالة، وآخر في دور العاملة البسيطة في مصنع السمك، ونقل بطريقته الفكاهية المعهودة، درجة الاستغلال التي تتعرض لها هذه الفئة من أفراد مجتمعنا، كما سلط الضوء بعدها على يوميات الجندي المغربي الذي شارك في حرب الهند الصينية، ثم اتجه بعدها لإنتقاد التلفزة نفسها، وسخر من منشطي البرامج الحوارية التلفزيونية ومن ضيوفهم الذين وقع اسمهم في خانة السدج، وقدم في صورة ساخرة، لن ينساها المغاربة أجمع رفقة عدد من مشاهير المغرب، مقدمي الأخبار.

شخصية كبور

استطاع الفد، عن غيره من الفنانين، أن يجسد شخصية بارزة، وهي “كبور”، مع عدد من الفنانات المغربيات، أبرزهن دنيا بوطازوت في سلسلة “كبّور والشعيبية”، ومونية المكيمل في سلسلة “التي راه التي”، وحتى وإن تنوعت الثنائيات، يأخذ الفد الضوء بسبب كفاءته وتمكنه من تجسيد الدور بحرفية متقنة، رفقة شركائه من الممثلين والممثلات.

واستطاع من خلال شخصية كبور، أن يزيد من شهرته بين الأجيال، ويترك بصمة جديدة في مساره الفني الحافل بالإنتاجات والإبداع.

يبقي، حسن الفد، واحدا من قامة الفنانين المغاربة، الذين خلقوا للكاميرا، والإبداع الخارج عن الحدود، شخصية وكاريزما تألقت في أدوار رجالية، وصدمت بعدها المغاربة بأدوار نسائية غير مسبوقة، دقة عالية وتجسيد يفوق المتوقع، كما يضع للمغاربة على طاولة فطورهم الرمضاني باقة من المشاهد والقضايا الكبيرة في قالب ساخر تشتهيه العين والقلب، ويأبى الملل أن يتصف على أي جزء منها.

بلادنا24مهى الفطيري

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *