جمع جلود الأضاحي.. حماية للبيئة ومورد مالي للعديد من الشباب

هي صورة قد تراها في كل المدن، لشباب يمتهنون مهنة موسمية، يكسبون من خلالها المال، ويساهمون في تقليص حجم التلوث خلال عيد الأضحى. ففي الساعات الأولى من صبيحة أول أيام العيد، ينتشر عشرات الشبان في الأزقة، من أجل جمع جلود الأضاحي التي تتخلص منها العديد من الأسر.

وقد كشف بعض خبراء الأنثروبولوجيا، أن هذه الظاهرة حديثة، بالتزامن مع عزوف مجموعة من الأسر عن عملية الدباغة المنزلية لجلود الأضاحي، وهي عملية قديمة، ظلت موروثا ثقافيا في عديد المدن، كفاس، حيث يتم تجفيف جلود الأضاحي، ودبغها، حتى يصبح من الممكن استخدامها في مجموعة من الصناعات.

ويضيف الخبراء، أن هذه العملية تشكل فرصة مهمة لحماية البيئة من التلوت الذي تخلفه بقايا عيد الأضحى، والتي من بينها جلود الأضاحي، كما تعد موردا ماليا لآلاف الشباب، والذي من بينهم فئة مهمة عاطلة عن الشغل.

وفي هذا الصدد، يروي أحد الشباب الذين يزاولون هذه المهنة كل عام، أن العديد من الشباب مثله “يسترزقون الله” في مثل هذه المناسبات، سواء من خلال شي رؤس الأضاحي، أو بيع الفحم.

وقال الشاب العشريني، في حديثه لـ”بلادنا24“، واصفا عمله خلال هذه الفترة، إنهم يقومون بحمل جلود الأضاحي على الأكتاف، أو جرها على عربات صغيرة، لكي يتم تجميعها في أكوام، قبل تعبئتها في شاحنات، “من أجل توفيرها لمجموعة من الصناعات، كالملابس والأحذية وبعض ديكورات البيت، وذلك لا يتم إلا بعد دباغتها”.

وتابع المتحدث، مؤكدا أن معظم الشباب الذين يزاولون معه هذه المهنة، هم طلبة أو شباب عاطلين، مشيرا أنه “لا يمكن حتى اعتبار هذه المهن تنتمي للقطاعات غير المهيكلة، لأنه لا يعد قطاعا بالأساس، إذ يمكن اعتباره خدمة عابرة نتقاضى عليها مقابل مادي بسيط”، وفق تعبيره.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *