جزائريون يحاولون اقتحام الحدود البرية المغلقة

حاول شابان جزائريان، اقتحام النقطة الحدودية المغربية الجزائرية “بين لجراف” أملا منهم في ولوج التراب الوطني، إثر تدهور الأوضاع الاجتماعية بدولة الجوار، وتسجيل نقص كبير في المواد الأساسية، وفي ظل غياب أي مبادرة من قبل السلطات الجزائرية لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ سنة 1994، سيما وأن سكان الغرب الجزائري ارتبطوا لسنوات طويلة باقتصاد الحدود، إذ كانوا يتخذون من التهريب المعيشي وسيلة لكسب قوت العيش، والاعتماد على السلع المغربية والخضر  في حياتهم اليومية.

وأظهر شريط فيديو نشره الإعلامي الجزائري، وليد كبير، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، محاولة شابين جزائريين، وهما يحاولان اقتحام السياج الحدودي، قبل أن يتم اعتراضهما من قبل السلطات المغربية والجزائرية.

وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها شبان جزائريون اقتحام النقطة الحدودية “بين لجراف”، إذ تم خلال سنة 2019، أثناء احتفال الشعبين الشقيقين بتأهل المنتخب الجزائري لكأس إفريقيا، تسلل شابين من الجزائر إلى التراب المغربي، قبل أن يتم توقيفهما من قبل مصالح الدرك الملكي.

دعوات لفتح الحدود المغلقة

وفي هذا الصدد، قال الإعلامي والمعارض الجزائري، وليد كبير، إن الملك محمد السادس، أطلق منذ سنة 2005، نداءات لإعادة فتح الحدود المغربية الجزائرية المغلقة، من أجل طي صفحة الماضي، غير أن النظام الجزائري لا يمتلك الشجاعة لاتخاذ قرار من هذا الحجم وإعادة النظر في الحدود المغلقة.

وأضاف، وليد كبير في تصريحه ل”بلادنا 24″، إن الحدود المغلقة أدت إلى قطع صلة الرحم بين الأسر المغربية الجزائرية، فضلا عن قطع أرزاق العديد من الأسر، سيما وأن سكان الغرب الجزائري والشرق المغربي، كانوا يتخذون من التهريب المعيشي وسيلة لكسب قوت العيش.

وأكد، على أن الوضع الذي تعرفه الحدود المغربية الجزائرية، مسؤول عنه النظام الحاكم في الجزائر، مشيرا إلى أن مشكل سنة 1994، تم تجاوزه بتغير القيادات، وهو ما قاله الملك محمد السادس، في الخطاب الموجه للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، كونه ليس المسؤول عن ما وقع آنذاك.

تخوف الجزائر من فتح الحدود

ولفت الإعلامي الجزائري، وليد كبير، إلى أن النظام الجزائري يتخوف من إعادة فتح الحدود البرية، بدعوى أنه ستنهار آلته الدعائية، وسينتفض الشعب الجزائري في وجهه أثناء وقوفه على واقع تغير المغرب، وبالتالي فسيصر على إبقاء الحدود مغلقة.

وأشار إلى أن سلطات قصر المرادية، عوض أن تعمل على فتح الحدود المغلقة لمدة تزيد عن 28 عاما، قامت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، حتى لا يتراجع عن سياسته المرتبطة بوجود العداء مع المغرب.

وتابع في هذا السياق وهو يقول: “هذا لا يمنع أن نفكر في الضغط عبر تنبيه الرأي العام الدولي إلى المسألة الإنسانية المتعلقة بالعائلات المغربية الجزائرية التي حرمت من بعضها البعض، وتعاني من عقاب جماعي أضر بشكل كبير نفسيتها، والتي غالبيتها تقطن على مقربة من الحدود”.

فتح معبر إنساني

وأضاف، وليد كبير في تصريحه وهو يقول:” كنت منذ مدة 5 سنوات تقريبا، طالبت بإيجاد ممر إنساني خاص بالعائلات، وتحدثت في جنيف مع منظمات حقوقية دولية حول الموضوع”، لينهي حديثه بالقول:”آن الأوان للضغط في المسألة الإنسانية، لإيجاد حل للعائلات المغربية الجزائرية التي تعاني من إغلاق الحدود”.

ملتقى العائلات الممزقة

وتشكل منطقة “بين لجراف” الواقعة بمدخل مدينة السعيدية المُحاذية للشريط الحدودي المغربي الجزائري، نقطة تلاقي العديد من الأسر المغربية الجزائرية الممزقة على ضفتي الحدود، كونها تعتبر وجهة سياحية، إذ يقصدها المواطنون من مختلف أرجاء الوطن لالتقاط الصور والتواصل مع الأشقاء الجزائريين، في مشهد يكشف بشكل دقيق حجم المعاناة التي يعيشون على وقعها، إذ أنهم لم يجدوا أي طريقة للتعبير عن رفضهم لإغلاق الحدود غير الرقص على أنغام الركادة،  حيث أجساد الشعبيين الشقيقين تتمايل على إيقاع “لعلاوي”، وذلك في وقت يصعب عليهم عبور الحدود، الأمر الذي جعل مواطنون يعلقون على الأمر بالقول:”إن الشيوخ قد ملئوا الفراغ الديبلوماسي بين المغرب والجزائر”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *