تطعيم الأطفال.. بين حذر الآباء على أبنائهم وأهمية الحفاظ على الحياة

قد يخشى مجموعة من الأباء، خاصة الجدد، تلقيح أبنائهم، خوفا من المضاعفات، وما يرافق هذه الخطوة من مشاعر، مثل القلق والإجهاد والشك. وتلك المشاعر تأتي شديدة مع كافة الأطفال وأوليائهم في كل المراحل العمرية، إلا أن تلقيح الأطفال له أهمية قسوى في حماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية والمسرطنة التي تسبب الموت أو العجز.

الأسبوع العالمي لتطعيم الأطفال

يحتفي المغرب هذا الأسبوع، على غرار باقي دول العالم، بالأسبوع العالمي للتلقيح، تحت شعار “تلقيح الأطفال.. حماية للأجيال”، وذلك بهدف تسليط الضوء على الدور المهم الذي تضطلع به اللقاحات في حماية مختلف الفئات العمرية ضد العديد من الأمراض.

إذ تعتبر اللقاحات ضرورية للوقاية من تفشي الأمراض المعدية ومكافحتها، وفق وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وهي الضامن للأمن الصحي العالمي، كما يتضح من وباء كوفيد19، حيث برز التلقيح كرافعة رئيسية للسيطرة على الوباء، والسماح بالعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.

أهمية اللقاح للطفل

للتلقيح نتائج إيجابية على صحة الأطفال منذ أن تم تفعيله في المجال الصحي، يروي جمال الدين البوزيدي، الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، مؤكدا أن “اللقاح يحمي حياة الطفل، ويقلل من نسبة الوفايات لدى هذه الفئة العمرية”.

وأبرز البوزيدي، في تصريحه لـ“بلادنا24”، أن “ما يروج حول التأثير السلبي للقاحات غير صحيح”، إذ تابع قائلا: “على العكس تماما، اللقاحات تعزز الدفاعات الطبيعية، وتساعد الجسم على الاستعداد مسبقا ليكون قادرا على محاربة الأمراض التي تستهدفها اللقاحات”.

وأوضح المتحدث، أن “الجهاز المناعي للطفل قادر على مواجهة العديد من الهجمات في وقت واحد، فوظيفته الرئيسية هي مواجهة كم هائل من الميكروبات. وأخذ اللقاح، لا يقلل من قوة أو قدرات الجهاز المناعي”.

الأمراض 6 التي يقضي عليها اللقاح

للقاح أهمية كبير في القضاء على مجموعة من الأمراض المميتة والخطيرة، والتي من بينهما 6 أمراض تندرج في البرنامج الوطني لتطعيم الطفل دون سن 5 سنوات، ذكرها الدكتور البوزيدي في تصريحه وهي: داء السل، شلل الأطفال، السعال الديكي، الكزاز، الخناق، التهاب الكبد الفيروسي نوع B، الأنفلونزا نوع B، الحميراء، الحصبة، عدوى المكورات الرئوية، والإسهال المسؤول عنه فيروس الروتا.

وفي نفس السياق، كشف الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، أنه “عند أخذ اللقاح، ندخل للجسم عبر الحقن أو عبر الفم، ميكروبا غير نشيط أو ضغيف، فالجسم يستجيب عند إدخال الميكروب عن طريق إنتاج وسائل دفاعية تسمى الأجسام المضادة، وعندما يصادف الجسم الميكروب الحقيقي المسؤول عن المرض يتم التعرف عليه، وبالتالي يعرف الجسم كيفية الدفاع بشكل ناجع ضد الميكروب الحقيقي بفضل التلقيح”.

وزارة الصحة تؤكد على أهمية تلقيح الأطفال

جدير بالذكر، أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، سبق ونشرت بلاغا، شهر فبراير الماضي، أشارت فيه إلى أن “الأسبوع الخاص بتطعيم الأطفال يهدف إلى تحسيس الآباء ومختلف الفاعلين حول أهمية التلقيح كتدخل فعال للصحة العامة، والتذكير بأن اللقاحات ضرورية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية والمسرطنة التي تسبب الموت أو العجز”.

وذكرت الوزارة، بأن المغرب قد أحرز تقدما كبيرا بفضل التلقيح، ضد الأمراض المستهدفة التي كانت مسؤولة في السابق عن ارتفاع معدلات المراضة والوفيات لدى الأطفال، “إذ تمكن بفضل الجهود المبذولة في إطار البرنامج الوطني للتلقيح، من تحقيق معدلات مهمة من نسبة التغطية التلقيحية ضد الأمراض المستهدفة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *