لا زالت ألسنة النيران تلتهم بقوة غابات جماعة مغراوة بواد ايت اسماعيل، بإقليم تازة، منذ مساء الجمعة الماضي، حيث اندلعت الشرارة الأولى من الحريق “العنيف“، الذي يواصل الانتشار لحدود كتابة هذه الأسطر، على مستوى الغطاء الغابوي الواقع قرب منطقة “بويعلا المحاجات“، و“تازارين” كما أنه امتد إلى الدواوير المجاورة.
مصادر محلية قالت أن رقعة النيران اتسعت بسرعة بفعل عامل الرياح، مما أدى إلى تحويل مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي إلى رماد، حيث شوهدت بقع كثيفة من الدخان الأسود من بعيد، مع الإشارة إلى أن الحريق لا يزال يتعذر إخماده، بسبب صعوبة وتعقيد التضاريس الجلية بالمنطقة.
وفي حديثه مع “بلادنا24“، قال مصدر مطلع من الوكالة الوطنية للمياه والغابات بتازة، أن حريق غابة مغراوة قد أتى على أزيد من 650 هكتارًا من الغطاء الغابوي المتكون أساسًا من أشجار الصنوبر والبلوط، مشيرًا إلى أن النيران قد امتدت للدواوير المجاورة لجماعة مغراوة، وعلى رأسهم دواوير آيت اسماعيل وتمورغوت الذي تم إجلاء حوالي 70 عائلة من سكانهم إلى دار الطالب بمركز مغراوة على متن حافلات للنقل المدرسي، حيث تم تجهيز مكان الاستقبال من إيواء وأكل وتضامن واسع لساكنة الجماعة وعائلات الأسر المتضررة ومتطوعين وعمالة تازة وجماعة مغراوة.
كما أوضح المصدر عينه في الصدد ذاته، أن السلطات المعنية المتكونة أساسًا من عناصر الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، وأعوان السلطة والقوات المسلحة الملكية، تواصل جهودها للسيطرة على بؤر الحريق النشطة، وذلك بدعم جوي من طرف 3 طائرات “كنادير” المتخصصة، التي قامت بعدة طلعات، بعد تعبئة حمولتها من سد إدريس الأول نواحي المدينة، مشيرًا إلى أن الحريق تمت السيطرة على نسبة كبيرة منه لحدود صبيحة اليوم الإثنين.
هذا، ولم يتسبب الحريق في خسائر بشرية، غير أنه تسبب في نفوق العشرات من الدواب المملوكة للساكنة المحلية، بعد أن تمت محاصرتها وسط النيران، مع تسجيل انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، مما زاد من معاناة الساكنة، التي عاشت ظروفًا صعبة خلال اليومين الماضيين.
وفي الصدد عينه، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توثق للحريق المندلع منذ مساء الجمعة، مطالبين الجمعيات المختصة بتوفير دعم لوجستي وبشري للساكنة المتضررة، فضلًا عن مدهم بالمواد الأساسية للتخفيف من معاناتهم بالتزامن مع موجة الحرارة المهولة التي تشهدها المنطقة.
وبينما تواصل فرق الانقاذ جهود الإطفاء، لازالت أسباب وظروف الحريق مجهولة لحدود الساعة، بين فرضية الجريمة البيئية العمدية، وفرضية ارتفاع درجة الحرارة التي تسهم بشكل كبير في خلق بيئة مثالية لاندلاع النيران، مع الإشارة إلى أن النيران قد سبق واندلعت بنفس الموقع قبل سنوات، متسببة في احتراق جزء مهم من الغطاء الغابوي.