بنزاكور: “الترمضينة” سلوك اجتماعي عنيف تحت ذريعة الصيام

ارتبطت ظاهرة الترمضينة في المغرب، بالانفعال والغضب والسلوكات العدوانية، التي ترافق الصيام لدى البعض طيلة أيام شهر رمضان، وتخرج الأمور أحيانا عن السيطرة وتتطور إلى عنف لفظي أو جسدي، قد تستعمل فيه أحيانا أسلحة بيضاء، وتنتهي في بعض الأحيان بارتكاب جرائم القتل، وتنتشر هذه الظاهرة في الأحياء الهامشية والأسواق الشعبية، وخاصة قبيل موعد آذان المغرب.

وفي هذا السياق، قال محسن بنزاكور، دكتور متخصص في علم النفس الاجتماعي، إنه “في ظل غياب الإحصائيات الرسمية عن ظاهرة العنف خلال شهر رمضان، فعلميا لن نستطيع الحسم في ما إذا كانت فعلا تزداد مظاهر العنف والسلوكات العدوانية في رمضان أم لا، لكن بالملاحظة يمكن أن نقرأ الظاهرة بهذا الشكل، الإنسان دائما من خلال واقعه تكون له انتظارات وتوقعات، وهذه التوقعات عند عامة المغاربة في رمضان، تتمثل في أن يهتم الإنسان بالعبادات والروحانيات خلال هذا الشهر، وأن تغلب قيم التسامح والتضامن على طبعه، فإذن عندما يحدث عنف أو نزاع كيفما كانت طبيعته تحضر علاقة الربط بين السبب والنتيجة الخاطئة، أي أن رمضان والصيام هو السبب، في حين أن الإشكال هو الربط نفسه، لما نربط العنف برمضان”.

وتابع بنزاكور في تصريح لجريدة “بلادنا24“، أنه “مثلا بالأسواق الشعبية دائما نشاهد بعض مظاهر العنف سواء اللفظي أو الجسدي، وهذا لا يقتصر على شهر رمضان بل طوال أشهر السنة، ويمكن تفسير هذا بالأمر العادي، لأن مثل هذه التجمعات التي تشهد رواجا وازدحاما بشكل يومي، قد يصدر عن البعض من مرتاديها أو من الباعة بعض السلوكات العنيفة، لعدة أسباب ترجع في الغالب للمستوى المعرفي الضعيف، أو عدم ضبط النفس، ولذلك من الممكن ولأتفه الأسباب أن يشتعل النزاع، ولكن في شهر رمضان يرجع الناس هذا العنف إلى الصيام والجوع”.

وأكد الخبير النفسي، أن “مصطلح “الترمضينة” الذي يتم تداوله داخل المجتمع، يعطي نوع من الشرعية الاجتماعية للعنف وربطه برمضان والصيام، وهذه المسألة خاطئة كليا، لأنه لا علاقة لشهر رمضان بالسلوكات العدوانية، والإشكال هو أن الشخص يكون بطبعه عنيف ويتحجج بالصيام، وهذا هو التفسير العلمي للظاهرة، أي أن الشخص يرفض الاعتراف بأنه عنيف بطبعه فيحاول إيجاد حجج لتغليف سلوكه العدواني، فيرجع سبب هذه السلوكات “للجوع والقطعة”، وهذا يعتبر أسلوب تبريري لا غير”.

وأوضح أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “الترمضينة وكل السلوكات العنيفة والعدوانية لا علاقة لها بالصيام وشهر رمضان، والدليل على هذا أن ظواهر العنف تستمر بعض نهاية رمضان، لأنه إن كانت حجة هذه السلوكات هي “الجوع والقطعة” لماذا إذن تستمر  هذه الظاهرة؟”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *