بعد وقف التهريب بـ”باب مليلية”.. بدائل اقتصادية تعيد الكرامة لـ”حاملات السلع”

بلادنا24 – كمال لمريني |

لم يكن لقرار وقف التهريب عبر المعبر الحدودي الوهمي لـ”باب مليلية” المحتلة، أي تأثير سلبي على الوضع الاجتماعي للنساء اللواتي كن يشتغلن في مجال التهريب المعيشي، وينعتن بـ”الحمالات” من قبل الصحافة الإسبانية، إذ انخرطن في مشاريع ذاتية لضمان كرامتهن وكسب قوت العيش في ظروف مريحة، عكس المعاناة اللاتي كن يتجرعهن بـ”المعابر الحدودية” لمدينة مليلية السليبة.

وتحكي إحدى السيدات التي كانت تشتغل في مجال نقل السلع عبر معبر “باريتشينو”، في حديثها لـ”بلادنا 24″، عن أنها حصلت على الدعم من أجل إنشاء مشروع مدر للدخل تتخذ منه وسيلة لتوفير متطلبات حياتها اليومية.

وكشفت، عن أنها امتهنت التهريب المعيشي لمدة تقارب 40 عاما، إذ حملت على ظهرها مختلف أنواع السلع في “المعابر الحدودية”، وفي ظروف مهينة وحاطة بكرامتها، لكن بعد أن تم دعم مشروعها، الذي هو عبارة عن محل لبيع المواد الغذائية في منطقة اصبانن بمدينة الناظور، أصبحت تمتهن التجارة وتعيل أبنائها بشكل يحفظ كرامتها.

ولفتت المتحدثة إلى أن الفضل في ذلك يعود للسلطات الإقليمية بالناظور، ولإحدى الجمعيات التي تكلفت بإعداد دراسة الجدوى وتتبع جميع المراحل، إلى أن حصلت على الدعم المالي وأقامت مشروعها الذي يدر عليها أرباحا لا بأس بها، غير تلك التي كانت تجنيها من “ترابندو”.

وليست هذه هي السيدة الوحيدة الذي حصلت على الدعم من الصندوق المخصص لدعم ممتهنات التهريب المعيشي، والذي رصد له غلاف مالي قدره 8 مليون درهم، إذ هناك العديد من النساء اللواتي استفدن من الدعم، وأنشأن مشاريع ذاتية من أجل كسب الرزق في ظروف جيدة ومريحة.

وتعتبر مدينة مليلية المحتلة من أكبر الخاسرين من وقف نشاط التهريب، لاسيما وأنه في الوقت الذي تم فيه إغلاق معابر المدينة، تكبدت خسائر قدرت بحوالي 700 مليون يورو سنويا، وفق ما أعلن عنه رئيس حكومة مليلية المحتلة، إدواردو دي كاسترو، في تصريح سابق.

وكانت عناصر الجمارك المشتغلة في المعابر الحدودية الوهمية لـ”باب مليلية”، قد قامت بتشديد الخناق على ظاهرة التهريب، من خلال اتخاذها لمجموعة من الإجراءات الرامية لحماية الاقتصاد الوطني، إذ كانت تسمح لممتهني التهريب المعيشي بإدخال كميات قليلة من السلع، فيما كانت تقوم بمحاربة كبار المهربين.

وقبل ظهور جائحة “كورونا” التي دفعت بالسلطات المغربية إلى إغلاق معبري “مليلية وسبتة”، أعلن المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، نبيل لخضر، شهر أبريل من سنة 2019، عن قرب موعد منع التهريب المعيشي عبر المعابر الحدودية لمدينتي مليلية وسبتة المحتلتين.

وقال آنذاك، إن منع التهريب نهائياً سيتم خلال مدة تتراوح ما بين 5 و 10 سنوات، في حين عزا أمر وقف التهريب بفقدان المغرب سنوياً، عبر معبر باب سبتة فقط، ما يقارب 730 مليون يورو من العملة الصعبة، أي حوالي 750 مليار سنتيم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *