كشفت مصادر عليمة، أن النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عائشة الكرجي، قد وزعت مؤخرا رسالة بين المواطنين المغاربة المقيمين في إسبانيا، تدعو فيها إلى التصويت بشكل “حاشد” لحزب العمال الاشتراكي، يوم غد الأحد، في الانتخابات العامة.
وأكدت الرسالة الحصرية الموجهة إلى “الناخبين الإسبان من أصل مغربي“، والتي اطلعت “بلادنا24” على نسخة منها، أن رئيس الحكومة الحالي، بيدرو سانشيز، هو “الوحيد الذي دافع عن قيم التعاون والاحترام المتبادل وحسن الجوار على أساس الحوار”.
وجاء في الرسالة: “نشجعك على ممارسة حقك في التصويت والمضي قدمًا، والتصويت بحزم وبطريقة جماعية لحزب العمال الاشتراكي الإسباني وتجمعاته الإقليمية في الانتخابات المقبلة يوم الأحد 23 يوليوز 2023، لقد خطط حزب العمال الاشتراكي بلا كلل لتعزيز اقتصاد اجتماعي ومستقر وعادل، وتعزيز التوظيف الجيد وضمان الحماية الاجتماعية لجميع المواطنين (…) تذكر أن تصويتك مهم ويمكن أن يحدث فرقًا، لذا تفضل بالتصويت لصالح حزب العمال الاشتراكي“، تضيف الرسالة.
كما أن النائبة البرلمانية، تشير بشكل غير مباشر، إلى التوترات التي طبعت العلاقة بين إسبانيا والمغرب، قبل الانفراج الذي شهدته، بعد الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، حيث تابعت بالقول في رسالتها: “مشاركتك ضرورية لضمان سماع صوتنا (…) يجب أن نوقف تقدم الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة“. وتنتهي رسالة النائبة المغربية بشعار “إسبانيا التي تتقدم“، وهو من أكثر الشعارات التي استخدمها حزب العمال الاشتراكي أثناء الحملة الانتخابية.
وتعتبر عائشة الكرجي، نائبة في البرلمان عن جهة الرباط سلا القنيطرة، حيث كانت في الانتخابات الأخيرة، على رأس قائمة هذه الدائرة، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ودخلت مجلس النواب. وموازاة مع ذلك، تشغل الكورجي منصب نائبة رئيس فدرالية الجمعيات المغربية بإسبانيا، وعضو الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بإسبانيا.
كما ترتبط القيادية الاشتراكية، بحزب العمال الاشتراكي الإسباني، وتعرب عن دعمها وتعاطفها مع بيدو سانشيز بشكل منتظم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تقول عن الأخير التي تعتبره “صديقًا“، إن “رئيس حكومة إسبانيا ليس فقط زعيما عظيمًا للاشتراكية، ومدافع عنيد عن مصالح إسبانيا، ولكنه أيضًا زعيم عالمي عظيم، له مكانة معترف بها وقيمة دولية“، وتضيف أيضًا: “إنه رجل كلامه صادق وشفاف“، على حد قولها.
كما أنه من الشائع أيضًا مشاهدة النائبة البرلمانية الاتحادية في التجمعات الحزبية، خاصة تلك التي ينظمها الاشتراكيون الكتالونيون، لأنها تعيش بين مدينتي تاراغونا والرباط، حيث تحافظ الكورجي على علاقة جيدة مع قيادة الاشتراكيين الكتالونيين، ومنهم الوزير ميكيل إيسيتا، والوزير السابق والأمين العام لحزب الاشتراكيين الكتالوني، سلفادور إيلا، ونائب السكرتير الأول للحزب، ورئيس بلدية برشلونة، خاومي كولبوني، كما أنها على اتصال بوزير النقل السابق، خوسيه لويس أوبالوس.
هذا، ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تطلب فيها النائبة المغربية التصويت للاشتراكيين، كما فعلت في الانتخابات الإقليمية والبلدية الأخيرة، التي أقيمت شهر ماي المنصرم، وأكدت في رسائلها أن هناك “خطرا حقيقيا” محدقًا، إذا لم يتحرك المغاربة لصالح حزب العمال الاشتراكي، كما تكرر الآن مرة أخرى في مواجهة انتخابات الأحد.