بلادنا24 طفا في الآونة الأخيرة، موضوع التأثر والتأثير بين متتبعي مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين، على السطح في المجتمع المغربي، ما خلق جدلا واسعا، حيث طالت انتقادات، استعانة بعض المسؤولين السياسيين على سبيل المثال، بمجموعة من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل التسويق لخطاباتهم السياسية، خاصة في هاته الظرفية التي ينتقد فيها المغاربة الحكومة الحالية وضعفها في التواصل حول ملفات حساسة، وتأثر القدرة الشرائية للمواطنين.
انعدام الثقة
وفي هذا السياق، كشفت نتائج المؤشر العربي لعام 2022، في دراسة أجريت حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عن أن حوالي نصف المغاربة لا يثقون بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وما يروج له المؤثرون.
بالرغم من أن المغاربة الذين يتابعون حسابات مجموعة من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل دائم أو أحيانا، تصل إلى 50 في المئة، إلا أن ثقتهم فيما ينشرونه لا تتعدى 49.7 في المائة.
عدم تجذر ثقافة التأثير
محمد شاكير، باحث وخبير في علم الاجتماع، اعتبر أن “هذا الاستطلاع ينبغي من خلاله التمييز بين العينة أو العينات التي شملها، وباقي عينات المجتمع المغربي، لكي نخلص إلى أن نصف المغاربة لا يثقون فيما ينشره مؤثرو التواصل الاجتماعي”.
وأوضح شاكير، في تصريح لـ“بلادنا24”، أن “هناك بعض العينات التي لا تتفاعل مع هؤلاء المؤثرين، والتي لا تثق فيما ينشرونه، نظرا لعدة عوامل، من بينها عدم تجذر ثقافة التأثير والمؤثر بين أوساط مستعملي التواصل الاجتماعي، حيث أن ذلك يتطلب فترة طويلة للاعتراف والثقة بأي مؤثر أو مؤثرة”.
الأرباح المادية
وأبرز المتحدث ذاته، أنه “بالإضافة إلى أن جل المؤثرين يفرضون أنفسهم كمؤثرين ولا يتم تكريسهم من طرف متابعيهم، إلا أن لهاث المؤثرين للحصول على أكبر المشاهدات لتحقيق أرباح مادية كثيرة، يغلب عليهم ما يجعلهم في خدمة مصالح مختلفة أحيانا”.
وأشار شاكير، إلى أن “المؤثرين في بعض الأحيان لا يكلفون نفسهم حتى عناء التحقق والتحري عن ما ينشرونه من معلومات وقضايا، وهو ما يؤدي إلى انتشار الأخبار الزائفة، والمعلومات المغلوطة، مما يفقدهم المصداقية فيما يرتبط بالمحتوى الذي ينشرونه”.
