سكينة العلمي تألقت القناة الأولى مع بداية سنة 2023، إذ تمكنت من تحقيق نسب مشاهدة عالية مقارنة بالسنوات الماضية، نظرا للعرض التلفزيوني المميز الذي تقدمه لمشاهديها وبثها لإنتاجات ذات جودة تقنية وفنية خاصة على مستوى الدراما والوثائقيات ذات طابع مغربي محض، استجابة للمتطلبات المحددة من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
قناة العائلة المغربية بامتياز شهدت انطلاقة قوية على مستوى نسب المشاهدة، خاصة خلال فترة يناير-فبراير 2023، فاقت كل التوقعات، حيث بلغت الحصة العامة لمشاهدة القناة على مدار اليوم 13،4 بالمئة.
وساهمت برامج الذروة في هذا الارتفاع المذكور، فالقناة استقطبت خلال الفترة ذاتها، ما يقارب 800 ألف مشاهد جديد خلال الأسبوع، لترتفع حصتها في السوق من 23.6 بالمئة إلى 28.2 بالمئة.
وخلال يومي الإثنين والأربعاء، عرفت نسب المشاهدة قفزة نوعية بنسبة 40 بالمئة، حققها كل من مسلسل “جوديا” و”جريت وجاريت”، إذ بلغ عدد المشاهدين 5.5 ملايين مشاهد، أي تم استقطاب 2 مليون مشاهد إضافي مقارنة بالسنة الماضية.
وتنتمي هذه النسبة الكبيرة من المشاهدين إلى الفئة الشابة، أي تقل أعمارهم عن 35 سنة، ما يعادل 50 بالمئة من نسبة المشاهدة العامة.
وبدورها، السلسلة التراثية “الرحاليات”، التي بدأ عرضها خلال الفترة الماضية وسترافق الجمهور خلال شهر رمضان، عرفت إقبالا كبيرا وحققت نسبة 33.3 بالمئة من حصة المشاهدة.
وواصلت القناة نجاحاتها أيضا من خلال برنامجي “45 دقيقة” و”مداولة”، اللذان يجمعان حول الشاشة أكثر من 4.3 ملايين مشاهد في المعدل المتوسط، وهو رقم يعادل 35 بالمئة من حصة المشاهدة.
والمميز أيضا هذه السنة، أن البرامج الوثائقية لفتت انتباه الجمهور أكثر، مقارنة بسنة 2022، إذ ارتفعت نسبة مشاهدتها المتوسطة من 12 بالمئة إلى 14.6 بالمئة، وهو ما يعني ارتفاعا بنسبة 20 بالمئة.
جدير بالذكر أن قياس نسب المشاهدة وتفاعل الجمهور مع إنتاجات القنوات التلفزية الوطنية، تتم من قبل مكتب مختص منذ سنة 2008، وذلك من خلال عينة علمية دقيقة تمثيلية للمجتمع المغربي، اختيرت بناء على المؤشرات التي تصدر عن المندوبية السامية للتخطيط، وتتكون من 1000 أسرة تم تجهيزها بآلية إلكترونية.
وتعمل هذه الآلية بمد وحدة مركزية بكافة معطيات مشاهدة التلفزيون لدى هذه الأسر، بنسبة خطأ ضئيلة جدا، خصوصا أن مراقبين ميدانيين يقومون بمطابقة المعطيات المتوصل بها عبر لقاءات مباشرة مع الأسر المشاركة، ما يتيح نتائج لقياس المشاهدة تفيد كلها أن الأغلبية الساحقة من الأسر المغربية مرتبطة بقوة بالقنوات التلفزيونية الوطنية، علما أن لديها خيارا واسعا من القنوات الفضائية.
كما تحرص الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على إخضاع إنتاجاتها سواء على قناة “الأولى”، “تمازيغت”، أو “العيون الجهوية”، إلى عمليات انتقاء معقدة ودقيقة، بهدف الاستجابة لتطلعات الأسر المغربية بمختلف مكوناتها.
وتعتمد هذه الأخيرة على إستراتجية للبرمجة واختيار مواقيت البث، تستند على معايير حديثة وأجود الممارسات المعتمدة عالميا، من بينها توظيف علم البيانات (DATA)، وإخضاع المحتويات السمعية البصرية الجاهزة للبث لعملية المجموعات الاختبارية والتي يصطلح عليها بـ “FOCUS GROUP”، مرورا بلجنة للأخلاقيات، تعمل على التأكد من ملاءمة هذه الإنتاجات للخط التحريري لكل قناة ولمتطلبات دفتر التحملات.
