نادية بالمعطي اندلاع حرائق الغابات في الجزائر مجددا، وما تزال المخاوف من انتشارها، في الجارة الشرقية،وذلك بعد أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، ووصول العاصفة “دانيال” إلى ليبيا، التي أودت بآلاف الأرواح وفقدان آخرين، اندلعت ليل الجمعة – السبت، حرائق هائلة بولايتي بجاية وتيزي وزو المتجاورتين شرق الجزائر.
إخماد حرائق ومحاولة السيطرة على أخرى
وحسب بيان للحماية المدنية الجزائرية، نُشر أمس السبت، فقد تم إخماد حرق تيزي وزو. في حين لازالت تتواصل العمليات للسيطرة على حريق بجاية.
وفي هذا الصدد، أفاد مدير الحماية المدنية لولاية بجاية، الواقعة شمال الجزائر، “نشوب حريق بإحدى غابات منطقة عش الباز ببوليمات وأضاف المسؤول الجزائري، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. مضيفا أنه “تم تسخير رتل متنقل تابع للولاية، وأرتال من البويرة وسطيف وبرج بوعريريج”.
مشيراً كذلك إلى أنه “لم يتم تسجيل أي خسائر، كما تم إخلاء المناطق الآهلة تفادياً لأي مخاطر”.
كما اندلع حريق في غابة مهوي قرب مدينة تيشي، وحريق آخر في غابة عش الباز بولاية بجاية، وحريق ثالث في غابة قرية إيغداسن بولاية تيزي وزو.
وفي السياق ذاته، ذكرت الحماية المدنية، أنه “تم إخماد حريق غابة مهوي وهو تحت الحراسة.
بينما تتواصل عمليات الإخماد في غابة عش الباز.. والحريق متحكَّم فيه. أما في تيزي وزو فقد تم إخماد الحريق وعملية الحراسة متواصلة”.
وقد اندلعت الحرائق ليلاً، ما دفع فرق الإطفاء للتدخل من أجل محاولة إخمادها، من ولايات برج بوعريريج وسطيف والبويرة المجاورة. وكذلك من العاصمة.
وأوضحت تقارير محلية، أن مساحة النيران اتسعت نحو المناطق المأهولة بعش الباز وبوليماط، حتى الحدود مع بلدية توجة. حيث تدخلت فرق الوحدة الرئيسية للحماية المدنية. مدعومةً بفرق المركز المتقدم بالطاهير لإخماد الحريق الذي نشب في المنطقة بالطريق الوطنية 43 واد منشة في ولاية جيجل، إلى جانب مروحيات الإسعاف الجوي.
حرائق مماثلة في نفس المناطق
يذكر أنه في نهاية شهر يوليوز الماضي، شهدت المناطق نفسها حرائق هائلة أدَّت إلى وفاة 34 شخصاً. وأتت على مساحات شاسعة من الغابات والأشجار المثمرة، علماً بأن شمال الجزائر وشرقها يشهدان سنوياً حرائق الغابات.
وحسب تقارير إعلامية، فإن ظاهرة الحرائق تتفاقم سنة بعد سنة، وذلك بسبب تأثير التغير المناخي، الذي يؤدي إلى جفاف وموجات حر شديد.
وكانت مصلحة الأرصاد الجوية الجزائرية، قد حذرت في نشرة خاصة من موجة حر في مناطق شمال شرقي البلاد. منها بجاية وتيزي وزو يومي السبت والأحد الجاري، قد تصل درجات الحرارة فيها إلى 43 درجة.
ويشار أن الجزائر قد شهدت خلال هذه السنة، العديد من الحرائق التي نشبت في الغابات، بلغ تعداد ما جرى رصده 97 حريقاً في غابات 16 ولاية، وسط محاولات من قوات الجيش الجزائري وقوات الحماية المدنية للسيطرة عليها. حيث جرت مشاركة طائرات “بيرييف 200” التابعة للجيش. وأخرى مستأجرة في عمليات جهود الإطفاء، إلى جانب 8 آلاف رجل إطفاء، و529 شاحنة من مختلف الأحجام في عمليات الإخماد.
وخلال موجة الحرائق التي ضربت شرق الجزائر في أواخر شهر يوليوز الماضي، أبدى كثير ممن تكبدوا خسائر جراء النيران، غضباً من ضعف الإمكانيات الخاصة بمواجهة الحرائق محلياً. كما أكَّد بعضهم، في شهادات للصحافة، أن فرق الإنقاذ وصلت “بعد فوات الأوان”، أو لم تأتِ أصلاً في بلدات أخرى.
كما تساءل آخرون عن مصير وعود الحكومة بشراء طائرات إخماد النيران، قبل سنتين. عندما أكلت الحرائق محافظات بالشرق، مخلفةً وراءها 42 قتيلاً ودماراً هائلاً في الأملاك.
اعتقال المشتبه فيه
وحسب ما نقله التلفزيون الجزائري، فإن مصالح الدرك الوطني، قد تمكنت من توقيف الشخص المشتبه به في التسبب في الحرائق المُندلعة ليلة أمس بمنطقة عش الباز (بوليماط) ببجاية.
ووفقا للمصدر ذاته، فالأمر يتعلق بشخص بالغ من العمر 56 سنة، من ولاية بجاية. كما أفاد التلفزيون العمومي أن الدرك الوطني لايزال يُحقق في القضية.
