النافورات العمومية.. ملجأ أطفال فاس الهاربين من حرارة الصيف الحارقة

يجد أطفال الأحياء الشعبية والمشردين في مدينة فاس، نفسهم معرضين لحرارة الصيف الحارقة دون ملجأ، حيث تفتقد المدينة إلى مسابح عمومية تخدم هذه الفئة الضعيفة. وبدلاً من ذلك، يلجأ هؤلاء الأطفال إلى السباحة في نافورات الشوارع العمومية، كبديل لتخفيف حرارة أجسادهم.

توجد العديد من النافورات العمومية في شوارع مدينة فاس، ولا سيما نافورة حي بنسودة، التي تشهد إقبالًا كبيرًا من قبل الأطفال، للسباحة في مياهها. تم تصميم هذه النافورات بشكل يجعلها “صالحة” للسباحة، مما يجذب الأطفال للانتشار فيها والاستمتاع بالمياه المنعشة.

وبالرغم من متعة السباحة في تلك النافورات، فإن هذا الأمر يشكل خطرًا على سلامة الأطفال، إذ تتسم مياه النافورات بتدني جودتها واحتمال وجود ميكروبات وطفيليات، بسبب تقنية تدوير المياه وعدم تجديدها بانتظام.

كما أن استخدام التيار الكهربائي في تشغيل المضخات والإضاءة يزيد من خطر التعرض للصدمة الكهربائية.

بعض الأطفال في حديثهم لـ”بلادنا24″، أكدوا أنهم يلجؤون للسباحة في تلك النافورات بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف دخول المسابح الخاصة، وأحيانًا بسبب بعدها عن أحيائهم، مما يجعلهم يطالبون الجهات المعنية بإنشاء مسابح عمومية تلبي احتياجاتهم خلال فصل الصيف.

لجوء أطفال فاس للسباحة في نافورات الشوارع يبرز غياب البنية التحتية العمومية التي تساهم في توفير مرافق ترفيهية آمنة لهم. إذ يعتبر هذا الأمر قضية تحتاج إلى اهتمام وتدخل من السلطات المعنية، لتوفير بيئة صحية وآمنة للأطفال وتحقيق حقوقهم في الاستمتاع بفصل الصيف بسلامة وسعادة.

شيماء القوري الجبلي – صحفية متدربة

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *