المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط: أية قيمة مضافة لمدينة تطوان؟

وليد الدراز |

أثارت النسخة السابعة والعشرين من المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط موجة انتقادات داخل الوسط الفني بمدينة تطوان، حيث وصفها متابعون بالباهتة والعقيمة مؤكدين أن المهرجان بدأ يفقد إشعاعه الفني والثقافي سنة بعد أخرى، نتيجة غياب روح الإبداع لدى المنظمين ونهجهم لسياسة الإقصاء في حق فناني المدينة ومبدعيها، إلى جانب انعدام استراتيجية واقعية من شأنها جعل هذه المناسبة السنوية ملتقى أكاديمي لتبادل الخبرات وتطوير العمل السينمائي المغربي.

وعبر عدد من المهتمين عن خيبة أملهم من جمود فعاليات المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، متسائلين عن القيمة المضافة التي قدمتها نسخه الأخيرة وصولا لدورة السنة الحالية التي تختم يوم الجمعة المقبل بسينما إسبانيول بتطوان، كما تساءلت عن دواعي إقصاء فناني الشمال من هذا الملتقى الفني الدولي، “بما لا يسمح بتحقيق الهدف الأساسي للمهرجان، والمتمثل في تبادل التجارب والخبرات الفنية حول صناعة الأفلام بهدف تطوير آليات الاشتغال بهذا المجال” يقول أحد المدونين مستغربا.

وفي السياق ذاته، اعتبر “جمال. س”، مدون مهتم بالشأن العام المحلي، أن أهداف المهرجان لم تعد جلية، كما لم تعد تقدم أي قيمة مضافة غير تكرار النسخ السابقة، وبالتالي فقد أضحى مناسبة لاستضافة عدد من النجوم السينمائية ومحاولة جلب دعم محترم عبر تسويق مشاركتها لتوفير كل متطلبات الرفاهية للضيوف المشاركين من إقامة مصنفة ومأكل ومشرب وجولات بالمدينة لا تعرف بتاتا بخصوصياتها التاريخية الأساسية.

وأوضح المصدر ذاته أن عملية البحث عن تمويل للمهرجان بهدف صرفه على الضيوف وتسديد فواتير التجهيز وتوفير اللوجستيك والتنقل والجولات ومصاريف الاستضافة لا يعد إنجازا يمكن الافتخار به لأنه بصريح العبارة يصنف في خانة إهدار المال العام مادامت تطوان لا تستفيد شيئا من هذه المناسبة.

مضيفا أن المهرجان لا يجلب العملة الصعبة، كما لا يحرك اقتصاد المدينة، ولا يشرك فعالياتها الفنية بهدف اكتساب الخبرات والتقنيات الفنية المتدخلة في عملية صناعة وإنتاج الأفلام.

وتساءل المدون، عن الأسباب التي تمنع هذا المهرجان من أن يكون قبلة سنوية لالتقاء أهل الفن والسينما، بشروط موضوعية ومقبولة تفتح مجال الاستفادة أمام جميع رواده سواء كانوا مغاربة أو أجانب، وأن يتم الخروج بتوصيات علمية وأكاديمة تروم تطوير آليات الاشتغال فيه، مؤكدا أنه إذا وصل المهرجان لهذا المستوى، فسيمكنه ذلك من وضع شرط يخدم اقتصاد المدينة وينشطها سياحيا، بفرض مبلغ معين نظير وضع ملف المشاركة من لدن المشاركين على غرار جل المهرجانات الدولية الحقيقية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *